http://sm-palindrome.deviantart.com/

وقف ينظر من الشرفة، يتابع ابنه الذي تركه ليلعب في الشارع، لطالما كانت أفكاره دائماً غريبة، فهو مشترك في أحد أكبر الأندية في بلده، وكان وقته يسمح له لأخذ ابنه ليلعب هناك، ولكنه فضّل أن يتركه هناك ليلعب مع من هم أفقر منه، لتلامس أصابعه الرقيقة مياه المجارير، ففي مثل هذا البلد، لا فرق بين منطقة غنية او فقيرة، علي الجميع الشرب والاستحمام والعوم في مياه المجارير، هنا يتلخص جوهر العدالة الاجتماعية.

المشهد ذكّره بطفولته، وبصديقه الأقرب، لا عن اختيار، ولكنه كان صديقه الأقرب علي أي حال، الأيام اضطرته لمصادقته، فصاحبنا مضتهد بين زملائه في المدرسة، والناد، يقضي وقته في القراءة، كان يقرأ ما يتجاوز عمره بكثير، لاثبات انه أذكي من الجميع، ليس لديه أصدقاء، باستثناء "نادر"، والذي كان فعلاً من نوع نادر، فقد أوهمه لعدة سنوات بأن والده "باشا"-لم يكن لقب رجل أعمال قد استحدث بعد، او ربما كانت معلوماته متأخرة بعض الشيء لأنها مستمدة من أفلام الأربعينات التي تعرض في التلفاز- حتي أخذه ليتعرف عليه بعد عدة سنوات تحت الضغط، فوجده جالساً علي دكة أمام أحد الكتل الأسمنتية، مرتدياً جلباباً مرقّعاً.

-قلت لي باشا، هاه؟

-هو باشا، ولكنه عصامي، فخور بأصله

مرت السنون، كبرا معاً، كان صاحبنا مضطراً لهذا، في حين أن نادر كان مستفيداً، فهو يزوره في بيته ليلعب بألعابه، يلتقط بعض الكلمات الإنكليزية منه ليعيدها علي أصدقائه، ومع الوقت بدأ يتلصص عليه ليتعرف علي صديقاته، فنادر لم يكن يعرف سوي قريباته، كن فقيرات قذرات، أما صديقات صاحبنا فكن نظيفات، يفوح منهن رائحة ذكية عرف بعدها انها لل"شامبو" الذي يشاهد اعلاناته في التلفاز، كان يجلد عميرة أثناء مشاهدة صورهن علي الحاسوب، والذي اشتراه بعد ان جمع ثمنه من اصدقائه واقاربه.

أراد أن يطوّر من اسلوبه، فبداً في تعلم القليل من المهارات المختلفة من أصدقائه، بعض من أسرار مهنة تصفيف الشعر، فتدليك، ف"ترزي"، وهكذا، ولكنه كان يضخّم قدراته بألقاب لا يستحقها، فهو متخصص تجميل مرة، طبيب علاج طبيعي، ومصمم أزياء، وعن طريق العمل في تلك المهن استطاع التعرف الي أجمل-وأحياناً أشهر- النساء في بلده، بدأ يستخدم خدعه للوصول الي ما هو تحت الملابس، مع الوقت أوصله ذلك لمرتبة أدني من التواصل مع الذات، فمن الوجدان، الي الجسد، والجسد فقط، وهذا دفعه للبحث بشراهة اكثر عن فتيات أجمل، اجتماعية مفرطة دافعها الوحيد هو الشهوة، لم يستمع لنصائح صاحبنا بالاستقرار والبحث عن الحب وجعل الشهوة شيء ثانوي.

المشكلة الأساسية كانت في ان حتي ملكة جمال الكون كانت أقبح عنده من صديقات صاحبنا، فدخل الي حياته مجدداً بعد أن نسيه، أو أنسته اياه روائح الفتيات وأطعام الخمور، بدأ يفسد عليه علاقاته، كان يضغط عليه بما بينهما ليعرّفه اليهن

-طب عشان العشرة

كان يرد بدبلوماسية، بلا موافقة أو رفض، يحاول أن يصدق ادعائه بانه يحبها، أو علي الأقل مهتم بها، لكنه لم يسمح لنفسه بتسليمهن للمجهول، لم يعطه مفاتيحهن، لم يدعه يعرف كيف يتسلل اليهن، حاول أن يحذرهن عبر كلام عام عما حدث للشباب في ظل كلاً من الدين الشكلي والانترنت، مع الوقت أصبح كلامه أكثر مباشرة، كان ضميره يؤنبه، فهو لا يود أن يخسر صديق طفولته، ولكنه لا يود ان يخسر احترامه لنفسه أيضاً.

كان صاحبنا يراقب نادر وهو يتملق للفتيات ب"كليشيهات" من أفلام رشّحها له، كيف يغازل صديقاته، وبفظاظة، علي الرغم من انه مرتبط بأكثر من فتاة من مناطق مختلفة، يتعجّب من قدرته علي اصطيادهن، من جشعه للشهوة علي الرغم من ان الكثير من الفتيات تحبه، يعتقد انهن ساذجات، فمن المؤكد ان جميعهن يدركن انه-نادر- مجرد خلطة لابطال افلام شاهدها، أساطير حُكيت له-فلغته أضعف من أن يقرأ- وحتي هؤلاء الابطال كانوا خلطة من أبطال سابقين، الجميع مصطنع في ذلك العالم البشع.

قرر صاحبنا أن يقطع علاقته بنادر.... لكنه وبعد عشرين سنة قابله بالصدفة حين ذهب يبحث عمن يستخدمه لنقل بعض قطع الأثاث، عرفه أثناء النقل من صوته، فشكله كان قد تغيّر تماماً، لمعت أعينهم وهي تقول

لا داعي لاستدعاء ذكريات مؤلمة،.. دع اليوم يمضي.

لم يفكر نادر في الاعتذار عن كل الاحراج الذي سببه لصاحبنا، وبالفعل أكمل مهمته وهو يغني احدي الأغنيات الركيكة عن عجزه الجنسي بعد ان كان فحلاً



.



النهاردة رحت عشان ابطل صوتي، خدت لفة حوالين لجنتي بالعربية، شفت صناديق كرتون علي عربية ربع نقل




زفة لسامح فهمي وكذا مكريفون، واحد علي تاكسي، وواحد علي عربية حمرا نص نقل، وواحد عالرصيف، فيه كمان مزامير وناس بترقص بعصيان









دخلت اللجنة، الشرطة بتتفرج من جوا علي خروقات القانون المنظم برا المدرسة، برة كان فيه من عسكري ل2 بس، جوا باب المدرسة فيه 2 عساكر ومن3-4(من ضابط لصف ضابط)


اسف علي عدم الدقة في اعداد الشرطة لأن المكان اللي هم فيه مايخلينيش افضل فيه بعد ماعرفت مكان لجنتي
الحقيقة انا سجلت اللي حصل جوا بس ماعملتش
save
في الاخر:(
بس اللي حصل جوا اللجنة كالأتي:
فيه ظابط بيسألنا علي مكان اللجنة، قلناله 22، فدلنا عليها، اللجنة في الدور الاول في المدرسة، تحت في الحوش كان فيه 3 ستات في التلاتينات او اواخر ال20، قالولي "منال ابو الحسن ان شاء الله"
قلتلهم: ديه مش انتخابات ديه كوسة انا هابطل صوتي، وطلعت، فوق كان فيه ناس كتير اوي شيك لابسين بدل و
name tags
وصورة سامح فهمي، ده فكرني بنفس الحكاية اللي حكتهالي زميلة في الجامعة و2 اصدقاء، كلهم اهلهم قيادات في شركات بترول وفي
NATA
وكلهم قالوا ان قيادات الشركات لازم يروحوا اللجان ويظهروا هناك
وعالباب كان فيه راجل صعيدي في ال50 لابس بدلة وقاللي أرشح مرشح الحزب الناصري مقعد العمال
اتناقشت معاه وقلتله ممنوع الدعاية الانتخابية، قاللي اشمعنة الوطني؟ قلتله انتوا والوطني والاخوان بتخرقوا القوانين، ديه مش انتخابات كده
دخلت اللجنة بتاعتي، ترابيزة عليها 3 أشخاص، حاولت اعرف هم بيشتغلوا ايه، ماجوبونيش، انتوا من وزارة التعليم؟
لأ انا مش من هنا!
ايوة حضرت بس كانوا بيقولوا هاينتدبوا مدرسين
لا انا مش من هنا
ساعتها حصل مشكلة عشان فيه شخص مالمسّش صباعه في الحبر كويس، كان علي ايده نقطة صغيرة اوي، رئيس اللجنة اتكلم معاه، قفشوا في بعض، وفي الاخر مشي من غير مالحبر يبقي واضح علي صباعه، نقطة صغيرة اوي
قلتله عاللي حصل من مؤيدي سامح فهمي ومنال ابو الحس ورمضان، فقاللي انا مش مسؤول غير عالكام متر اللي فيهم الصندوق
الصناديق مش فاكرها، بس صاحبي اللي كان معايا قاللي انهم كانوا مقفلين من كل الاتجاهات بس باينين من ناحية واحدة بس ازاز، انا فاكر ان كان فيه ازاز في الصناديق بس ماقدرش اأكد اذا كانت كل الصناديق ازاز ولا جزء واحد بس، كان فيه مندوبين كتير قاعدين علي كذا تختة

خدت ورقي بعد مامضيت ووريتهم بطاقتي، دخلت ورا الستارة الزرقا الصغيرة جدا، ورا الستارة مافيش حاجة تقدر تكتب عليها، فكنت انا ورا الستارة وايدي والورقة برة تقريباً، بقوا برة اكتر لما اضطريت اقعد عالأرض عشان اسند علي تختة برة الستارة، سمعت صوت بيقول:علّم علي اتنين بس:
انا:لأ انا بابطل صوتي-كتبت كتير جداً: لا للتمديد لا للتوريث معاً سنغيّر صوت باطل-
بعدين الستارة اتفتحت، لقيت رئيس اللجنة: قاللي: ابطلت صوتك؟ والله انت اجدع واحد شفته النهاردة

بره المؤيدين لسامح فهمي كانوا سخنوا اوي، كان فيه واحد بمزمار، اغنية ركيكة عن سامح فهمي، و2 بيرقصوا بعصاية علي المزمار، وكذا واحد واقفين بميكروفونات يأيدوه، ركبنا العربية وخدت لفة حوالين المدرسة، عالناصية كان فيه بنت شايلة يافطة منال أبو الحسن، لما جينا جنبها اديتنا ورقة لمنال ابو الحسن فيها وقالتلنا انتخبوا منال ابو الحسن


كان فيه كذا واحد مظهرهم بيدل انهم فقرا جدا ومالهمش في السياسة، شكلهم يدعو للقلق، لابسين تيشرتات سامح فهمي، كان واضح عليهم انهم متضايقين من اني باصور، بس الحقيقة ماشفتهمش بيتعرضوا لحد، انا حتي في الاخر كنت بدأت اظهر اني باصوّر بعد ماكنت باعمل نفسي باتكلم في التليفون، ماحدش منهم حاول ياخد مني الموبايل

Edited by mongey




إشتاق للحب، لم يعد يتحمّل الألم بداخله، لم يعد يمتلك هذا الشعور، ماذا كان يسميه؟ آه!.. الشغف بالحياة، لم يعد يأبه بأي شيء، لا فرق عنده الآن بين الحياة والموت، بين الصحة والمرض، بين الإعجاب والشهوة!


لا يذكر بالتحديد متي بدأ يسأم من الأشياء الجميلة، من الخطوط المستقيمة التي كان يؤمن بها، كيف تركهم يفعلون هذا به؟، كيف استطاعوا أن يستنسخوا شياطينهم وايداعها به؟، ولماذا ترك هذه الشياطين تنال من روحه؟!، حتي أصبح الأقبح علي الاطلاق! كيف حوّلوه من راهب، لا يفعل شيئ سوي الحب، الأمل، والتفكير، إلي ذلك المسخ؟، هل أراد ذلك من الداخل؟، يتذكر كيف سخروا منه حين عرفوا بانه لا يعرف كيف يجلد عميرة، الأن هو قادر علي تعليم ابليس نفسه الطريقة المثلي، فعدد مرات جلده لعميرة في اليوم أكثر من عدد أكواب المياه التي يشرب.

أصبح غير قادر علي رؤية السماء، بعد أن كان يمل من التحديق فيها، أصبح يسير غاضباً، بعد أن كان يغني حتي ينعته المارون بالجنون، لم يعد قادر علي منع نفسه من النظر إلي أجساد صديقاته، لماذا يرتدين هذه الملابس علي أية حال؟، لم يقتنع قط بهراء الحرية المطلقة!، ليس في مجتماعتنا المشوهة علي الأقل، لماذا عليه أن يستمع إلي حديث فتاة عن الجنة، وكيف أنها رأت أحد الأنبياء في منامها، بينما يمكنه تأمل الإنشقاق بين نهديها؟!، عبر قميصها الشفّاف، والذي ارتدته حتي تُري العالم جمالهما، ربما لهذا علاقة بالدين في نظرها!، ربما أرادت أن تُري العالم كيف تكون العظمة الإلهية، فالإبداع في جسدها أجمل بكثير من طبيعة بلدهم الحار، لونها المائل للحمرة في ذلك الجو المُهلِك أجمل بكثير من الصحاري الصفراء الممتدة خارج المدينة، لا بأس في سماعها، لكن علي الأقل عليها ألا تحدثه عن استغرابها من تحديق الشبان بمؤخرتها، فلا يصح سؤال العطشي عن سر شربهم لماء بئر في صحراء ملتهبة، فقليلات هن من يمتلكن مثل هذه المؤخرة.

ربما عليه إنتظار حدوث احدي مصادفات الأفلام الرومانسية الساذجة له، عند إذ سيقع في الحب، فهو سيعرف حينها كل الإجابات الصحيحة، وكل الأسئلة المنطقية، ماذا لو كانت حياته هي احدي هذه الأفلام، بحيث لا يستطيع أن يري سوي عينيّ البطلة، أذنيها، ربما منحني كتفها، لكن لا شيء أكثر من ذلك، علي المخرج تدبير هذا الكادر، فهناك يقع الجمال الحقيقي، فلا نهود، ولا أرداف، فإن أمعن أي شخص التفكير سيجدها فكرة منطقية تماماً، فأرداف اللاتينيات التي يعشقها الجميع لا تختلف كثيراً عن كتل اللحم المترهل في الضواحي، جميعها مجرد جزء من آلية مشتركة للسير والإخراج، وهو ما يدعو للتفكير، لابد إذاً أننا مخلوقات ملعونة، نحن جميعاً كارثة علي هذا الكوكب!.

أين الأمل إذاً؟ هل علينا شق بطون الحوامل، حتي نطهّر العالم من كل تلك الآثام، من كل ذلك الهراء المسمي بالإنسانية؟ أم علينا أن نفقد الذاكرة؟، فلا نتذكّر كل القيّم الطفولية التي خُدّرنا بها عن حقيقة العالم حين كنا صغاراً، هل سيحب مجدداً؟

مع بداية حملة خلّي عندك صوت، رحت من سنة تقريباً اطلّع بطاقة انتخابية، لما جه وقت استلامي للبطاقة كنت انشغلت جداً لظروف وحشة وقتها في حياتي، مافوقتش غير من اسبوعين، اول مرة رحت لقيت القسم-قسم أول مدينة نصر- ملّبش، سألت عالموظفين المسؤولين عن تسليمي البطاقة، فاتقاللي روحوا، قلت ازاي مش المفروض معادهم 3-الوقت ده الموظفين نفسهم اللي قالوا عنه- قاللي اللي حصل انهم مشيوا، فسألت عن المأمور، رد بعصبية: هاتلاقيه برة، رحت اسأل عالعميد، لقيته بيرد بعصبية وهو بيحرق سجاير بتوتر، رد ظابط جنبه كان واضح انه بيهديه: معادهم 2 ونص مش 3.

لما خرجت فهمت ليه القسم كان ملّبش، لقيت واحد واضح انه فقير جداً، سنه حوالي 20 سنة، لابس قميص كاروهات كحلي مقطّع، تحتيه فانلة قصيرة، مرفوعة بسبب كرشه زي
Winnie the Pooh
مع بنطلون ساقط، بدون هدوم داخلية، كان دافس ازازة في البنطلون من ورا، وبيصرخ: واللهِ لاطلع ميتين اهله، واللهِ لاوريه.

وقتها استغربت، لأنه كان يقصد شخص جوا القسم، ومع كده ان العساكر والامناء اللي بره كانوا بيتحايلوا عليه يمشي، خدته علي جنب، قاللي ان فيه ظابط ضربه، ولما اتخانق معاه المأمور شد معاه وشد عليه اجزاء طبنجته، كلمت راندا تشوف حد من مركز النديم، علي ماقدرنا نوصل لحد كانت امه جت، فهمتها اللي حصل، قالتلي: يستاهل يتضرب بالنار، يا بيه ده ابني الوحيد، ومتسول، بقالي اسبوعين ماشفتوش، وماحدش بيقف قصاد الحكومة، رديت بعصبية: انا مش باشحت منك، انا معطّل نفسي عن معادي وواقف بقالي نص ساعة عشان اساعد ابنك، ومشيت وسبتها وانا بالعن كل اللي زيها، وبادعي ان المرة اللي بعدهت يتضرب بالنار فعلاً، لأن هو وامه واخدين مساحة كبيرة من وادي النيل، غير منتجين، ومش مؤمنين بأحقيتهم في الحياة.

المهم، رحت السبت اللي فات، قابلت الموظف، وطلبت البطاقة، قاللي: احنا رجّعنا البطايق، اكتب اسمك في الكشف تاني وتعالي استلمها بعد اسبوع، فهمته اي جيت قبل كده ب3 شهور وكتبت اسمي في الكشف، قاللي: تعالي استلمها يوم السبت الجاي، هو انت عاوز تاخدها ليه؟- ده حقي، هاتقدمها في مكان؟ في شغلك مثلاً عاوزين بطاقة انتخابية؟
-في اشارة واضحة لاستقدام بعض المرشحين للعاملين لديهم للتصويت لهم-

النهاردة رحت استلمها، لقيت الاودة بتاعة الموظفين مقفولة، علماً بان كان فاضل ساعة ونص بس ومعاد انصرافهم يجي، استنيت 5 دقايق، وحد جه فتحها، قاللي: احنا قدمنا الكشف عشان ناخد البطايق، قالولنا مش هانديهالكوا، فانت يا اما تيجي تستلمها يوم الانتخابات الصبح، يا اما تقوللي انت ساكن فين، وانا اقولك مكان لجنتك

لا تعقيب

نُشِرَت في وصلة بعد تغيير عنوانها، ولو انك ماتستهليش والله




حين طُلبَ مني أن أكتب شيئاً ما ل"وصلة" عن احدي المدونات التي أتابعها، كانت مدونة "اسكندرية.. اذكريني" لنسرين بسيوني هي أول ما خطر ببالي، فهي الوحيدة تقريباً التي لم أفوّت تدوينة واحدة لها منذ أن بدأت أتابعها، نسرين تحب أن تلعب مع قارئها، وأن تتلاعب بأعصاب من يعرفونها، فكل تدوينة، هي صدمة لقارئها لما تحمله من مشاعر متناقضة، حين تقرأ تشعر بالفرح والغضب، بالسلام والثورة، لا تسطيع أن تحدد في أي وقت من اليوم كُتبَت، فالتدوينة وإن كانت مُبهجة، قد تحمل شيئاً من حزن الليل، ولكنك لن تستطيع أن تخطئ الأمل في تدويناتها الحزينة، أما من يعرفونها علي المستوي الشخصي فهم يتألمون-أعتقد هذا- لما تكتب، فربما تكون تدويناتها-وبالأخص قصصها الحزينة- مؤلمة لمن قرأها دون أن يعرف نسرين لمجرد انه تخيل ان تكون القصة حقيقية، بالطبع ليس بالنسبة لنسرين لأن كل قصة مختلفة تماماً عن التي سبقتها ويستحيل أن تحصل كل هذه المأسي لشخص واحد، ولكن إن كنت تعرفها جيداً فستقرأ مواقفها من بعض الأحداث التي حدثت لها او لمن تعرفهم بين السطور، هي من أعطتنا رابط مدونتها، لا تطلب مننا أن نقرأ أجل، ولكنها تعرف اننا نفعل، ربما تحاول أن تصرخ بما يدور في رأسها، ستفاجئ من تمكن بعض الأصدقاء من فهم هذا الصراخ المشوش، الغير مفهوم لمعظم الناس لاختلاف تردد موجته عن المعتاد.

تحب نسرين أن تترك الكثير من الاحتمالات، لم أعرف بعد -بالرغم من سؤالي المتكرر- إن كان اسم مدونتها مستمد من ألبوم "أسكندرية.. أذكريني " لفرقة "الحب والسلام" أم انها مجرد صدفة؟، هل قرأت الكتاب الذي أرسلت لها؟، هل شاهدت الأفلام التي رشحت لها؟، بالطبع هذه مناسبة جيدة لأعيد طرح نفس الأسئلة حتي تجاب قبل أن تكون أكثر من أن تُتذَكَر، حبها لذلك النوع من الألعاب لا يظهر في التعاملات الشخصية فقط، بل في مدونتها أيضاً، فخليط المشاعر في كل تدوينة ينتقل إليك بدوره، ستجد في مدونتها الكثير من الأبواب المفتوحة، لدرجة انها قد تسبب لك تيار متناقض من المشاعر، الترقب، السعادة، الاستهجان، والامتنان، لم أطلب من أحد غيرها أن يكتب شيئ، فكثير مما أعرفه عنها مصدره تحليلات للاسقاطات في تدويناتها، أو أحاجيها بمعني أدق، كلما أردت أن أعرف عنها أكثر قرأت تدوينة لها، فهي لا تجيب علي الأسئلة المباشرة، بل ترسل الاجابات في غموض غريب، ربما تعتقد أن الاجابات أقيم من أن تعطي هكذا بلا عناء، عليك أن تقرأ إذا حتي تفهمها، وأن تكتب بنفس تردد وطول الموجة إذا أردت أن تُفهِِمها، فتلك التدوينات في عالم موازي لعالمنا، إن استطعت أن تحلل النصوص وتربطه بالكلمات القليلة التي نطقت بها أو ما سمعت عنها، ستفاجئ من كم الثورة، الثورة علي الأشياء التقليدية، فهي تسأم سريعاً، حتي من الفرح، تلك الثورة التي لا تظهر علي نسرين البريئة النحيلة، ليس الثورة فقط، بل والولع أيضاً، فهي تحب التفاصيل الدقيقة أكثر من أي شيء أخر، ربما تهتم بلحظة ثانوية في حدث قد يهم أي شخص أخر، وتكتب عنها فتشعرك أن العالم سينتهي، أو أن شمس السعادة ستسطع قريباً، هي" طفلة ذات طباع عصبية وقلب أخضر" كما وصفها المدون محمد المصري، أكتب عن نسرين أكثر من مدونتها، لأن المدونة في الحقيقة انعكاس لها، ولكنك إن أمعنت النظر ستكتشف أن هذا الإنعكاس أوضح من الأصل.


مدونة "اسكندرية.. اذكريني" ليست كمعظم المدونات، فيها شيئاً ما يداعب الروح، قد تجبرك علي الضحك أو تدفعك للبكاء، العلاقة العضوية بين نسرين ومدونتها، بين كتابتها وحياتها، تجعل من الضروري أن تقرأ لها حتي تعرفها أكثر، أو علي الأقل كي تعرف أن الشغف بالحياة مازال يعيش في وجدان مصرية بالرغم من كل المشاكل والهموم التي تأكل أرواحنا كمصريين.




مين ده؟

هايجي اليوم اللي هانعيد فيه امجاد محمد علي وابراهيم باشا يا ولاد الوسخة


في الاسماعلية من اكتر من اسبوع، رحت اجيب حاجة من سوبر ماركت صغير، او بقالة، لما دخلت لقيت ايقونة لأحد القديسيين، ابتسمت لصاحب المحل عشان مايخدش فكرة اني باتنّح في الايقونة، لأن الاسماعلية غزاها النقاب بشكل مش موجود في اي حتة تانية في مصر، والتشدد منتشر جداً جداً، خدت بالي بعدها من صورة مرشحة في مجلس الشعب، مظهرها واسمها اوحالي انها مسيحية، شكل البوستر كان زي بوسترات الحزب الوطني، سألت البائع اذا كان ده صحيح، ردّ بعصبية غريبة وتحدي، من شكله وشكل المحل ماعتقدش انه مبسوط من سياسة الحزب وكأنه عاوز يقولّي: مرشحة مسيحية مش مهم الحزب


صديق ليّ كان عاوز يشرب بيرة، انا مابشربش، بس رحت معاه عشان كان مسافر بعدها، شرب اول ازازة
ID 10%
وفتح التانية، دخل علينا اتاري، نزل امين، فتشنا، سألته عن سبب التفتيش، فرد بتحدي: عاوزنا ننفز القانون؟ بصيت لصاحبي اللي ارتكب مخالفة الشرب في الشارع، رديت بلأ عشانه، بعدها بعت صاحبي يجيبله فلوس من البيت عشان يسيبه وخد موبايله، منعني من الاتصال باي حد، فضلنا نتكلم سوا، حبيت استفزه بالكلام عن التعذيب بالذات في قسمهم اللي كان فيه جريمة قتل لمحجوز قبلها باسبوع، قطع كلامنا تليفون جاله، رنته كانت سورة من القرأن، بعدها قاللي: لازم تنصح صاحبك ان كده غلط، انتوا شباب زي الفل، حرام كده، صاحبي جه، اداله 50 جنيه، قاله ماينفعوش عشان هايتوزعوا عالاتنين الامناء اللي معايّ، وخد 100 جنيه ومشي، وقبل مايمشي أكد علي نقطة ان الخمرة حرام، وتجاهل كلامي عن التعذيب، كلمني عن الخمرة وركّز في الموضوع ونسي يحط الرشوة في جيبه، ففضل يشرح بايده عن حرمانية الخمرة وانا عينيّ مع الرشوة بتروح وتيجي



امبارح كنت باجيب حاجة من
technology mall
المكان ده اسلامي حتي النخاع، اشتريت حاجة من محل كله دقون، طالبت بالفاتورة، قالولي لا لو ماشتغلتش رجعها-تهرب من الضرائب، غالباً عشان مافيش بيت مال
المهم الحاجة ماشتغلتش، رجعتها وبدلتها، كان فيه 10 جنيه فرق بحسب البياع، وانا بادفع عند الدقن الجالسة علي المكتب، سألته تاني اذا كانت ب25 ولا 35، قاللي قول لا اله الا الله وصلّي عالنبي النهاردة الجمعة، فعملت كده، قاللي يبقي ب25، قلتله هو لو كنت طلعت مسيحي كانت هاتبقي ب35؟ قاللي لو كنت مسيحي كنت هاشوف ساعتها، قلتله حرام ده مش من الاسلام العنصرية ديه،لا اله الا الله باهرج معاك يا راجل

افتكرت مرة كنت رايح الجامعة، فراكب اوتوبيس-مش عاوز اسوق عشان اعرف اقرا وفاكس اوي باص- بس، فجه راجل عامل ملتحي قعد جنبي، لما شاف كتاب الالماني قاللي انت في الجامعة الالمانية، قلتله اه، ابتسمت ابتسامة سخيفة وكملت اللي اقراه، فضل مركز معايا، وبعدين قاللي ربنا معاك، لازم تشد في المذاكرة وتستفاد من علمهم عشان تهزمهم بيه أعداء الاسلام دول، باين عليك طيب، انا باشطب في عمارة هنا، ابقي تعالي زورني بعد الجامعة كل كام يوم


كنت في وسط البلد الجمعة اللي فاتت، واضطريت أسفاً أصلي في زاوية، الفكرة اني متعود عالمساحة اللي شيخ مسجدنا بيفتي فيها، مش متعود اسمع كلام مالوش علاقة بالدين من شيخ تاني في الصلاة، المهم رحت الزاوية، وكأن مش كفاية ريحة المجاري، كمان الخطيب شاب محفلط ومظفلط وابيض ومليث كده، وكل شوية: يا رب أهلك اليهود يا رب العلمين، يا رب موّت اليهود-حاجة سيس اوي موّت ديه- يا رب العلمين، مش عارف ايه ديدان عند اليهود امييييين، بعد الصلاة نويت ادخل افهمه، من منطلق ان الاسلام مافيهوش كهنوت وان كبار الصحابة وقف قدامهم عوام وصححوا ليهم، واحد صاحبي قالّي فاكس ومش عارف ايه، المهم قلت لأ واجب عليّ وكده

بعد معاناة للوصول لأ الزاوية عبارة عن طرقة ومش مهم ديقة المهم هاتخلص صاحب العمارة من الضرايب

أنا:السلام عليكم
هو:وعليكم السلام
-انا بس عاوز انصحك ماتدعيش عاليهود، ادعي عالصهانية، حتي مش الاسرائليين، لأ! الصهاينة
-انت مسلم الأول ولا انت جاي منين؟
-ايوة انا مسلم، كنت باصلي وراك، مش من حقك تشكك في ديني
-لا يا أخي انا بس باتأكد
-حتي ربنا وصانا باهل الكتاب
-لا معلش، ربنا وصانا بالنصاري، جاري وزميلي وحبيب قلبي-ناقص يغني عم مينا بتاع زمان- هو ده اللي اوده واحبه واحترمه
-وجار الرسول اليهودي اللي كان بيرمي قدامه زبالة والرسول بيعامله كويس
-ده الرسول بقي
-ايوة بس انت شيخ وده المفروض قدوتك
-اولاً انا لسه طالب علم، ثانياً ديه اخلاق نبي، عاوزني ابقي نبي؟
-بلاش النبي، انا عاوز بس افهمك انهم مش كلهم موافقين عاللي بيحصل، فيه في اسرائيل نشطاء سلام انقذو اراضي كتير، فيه مؤرخين جدد فادوا القضية الفلسطينية اكتر من مئات المفكرين والمؤرخين العرب، عندك نوم تشومسكي اللي ممنوع يدخل اسرائيل او الضفة، حركات الحاخامات المعادية للصهيونية في العالم كله
-كل ده خطة عشان تقول فيه منهم الكويس ومنهم الوحش، والله يا اخي.. والله.. كلهم بيكرهونا، وهايجي اليوم اللي هانبيدهم فيه
-طيب وراشيل كوري اللي ضحت بحياتها علشان بيت عيلة فلسطينية؟
-برضو خطة
-هاتضحي بحياتها عشان الخطة؟
-يا اما بقي أسلمت في السر خوفاً علي نفسها منهم، عارف، برضو تبع الخطة كل الممثلين في العالم الاسلامي، دايماً بيطلعوا البطل قليل الادب وبيشرب سجاير
-هو اللي بيشرب سجاير قليل الادب؟
-طبعاً
-انا باشرب سجاير
-ايييه، همممم
-المؤمن ليس بسبّاب ولا لعّان
-لا ماقصدش.. قليل الادب مع نفسك، هذا ليس بعضوك، والله هو ليس بعضوك
(في الوقت ده حسيت انه بيكلمني عن عضوي الذكري)
-عاوز رقمك طيب عشان شكلك متأخر وانا كمان
-ليه؟
-عشان اتناقش معاك
-مالوش لزوم، انت بس دوّر عالكتّاب اللي قلتلك عليهم
-ليه بس يا اخي، انت شكلك طيب-الكلمة ديه بتضايقني جداً- وانا عاوز اتناقش معاك
-بس انا عندي امتحانات في الصيف
-وانا كمان، مش مشكلة هاجيلك
وهنا فضل لازق لحد ماتقريباً طلعت اجري


سواق تاكسي مسخرة في اسكندرية برضو الكلام جه عن اليهود، فقالك ايه بقي:
-يا بيه والله عالم وسخة، عارف انت زمان كان عابر السبيل لازم تبيته وتأكله وتوجّب معاه، فكان فيه عابر سبيل يهودي عدّي علي سدنا ابراهيم
-التوراة نزلت علي موسي بعد ابراهيم عليهما السلام بقرون
-بلاش ديه، كان فيه راجل يهودي قابل سيدنا عمر رضي الله عنه، مثلاً زينا كده، قابله عند المحطة الجديدة وقاله انت رايح نادي سموحة يا عمر؟ قاله اه.. ولله المثل الاعلي-امريكا بتستهبل يا فوزية، قال سيدنا عمر قابل اليهودي وراحوا نادي سموحة- المهم بعد ماوصلوا سيدنا عمر قاله بس انت مش يهودي، قال له ليه؟ قال علشان عندكوا في التوراة فيه اية بتقول" ما اجتمع مسلم ويهودي الا وقتله" وانت ماقتلتنيش، قاله انا ماقدرش اقتلك ولا 10 من قبيلتي يقدروا، بس انا كنت ماشي وراك بخطوة بخرم في خيالك بالسيف بتاعي

ده بقي التاريخ عنده جامد، يعني شوف فرق كام الف سنة بين التوراة والقرأن علشان يبقي فيها الكلام ده، ويهودي قابل سيدنا ابراهيم في العراق، يعني قبل حتي مايخلّف اسحق-عليهما السلام- ابو اليهود

فوران

http://disengagedxdreams.deviantart.com/



كانت دائماً تحب أن يُعجَب بها الناس، بالرغم من الفقر وضعف التعليم وتدني المستوي الإجتماعي ، لم تكن تملك ما يدفع رجلاً للإعجاب بها، في الطفولة كانت تبتسم لأطفال الأغنياء في الحافلات المكيفة بالتقاطع الذي تعبره في الطريق الطويل بين منزلها القذر ومدرستها المتهالكة، ولكنهم كانوا ينظرون إليها بشيء من التعالي والازدراء، كانت سهام النظرات تشوه روحها يوماً بعد يوم، فترجع إلي بيتها محبطة، وهو ما كان يشوه أرواح عائلتها بدوره.

أدركت مع الوقت استحالة أن تشبه "بنات الناس"، فهي بالنسة للمجتمع كيان مجهول، يراه من بعيد، ، هي حالة ما، فلم يحاول أحدهم يوماً أن يدرس أو يحل مشاكلها، هي هكذا وستظل هكذا، وكأنها كائن فضائي، لن تستطيع مداعبة أهلها بدلع الفرنسية، أو أن تعبّر عن سخطها بحزم الانكليزية، الأحزية بالنسبة لها كلها واحد، لن تعرف الفرق بين "الجلادياتور" و"البالورينا"، هي غير راضية عن أشكال الذكور الفقراء مثلها، وهم المتاحون للحب، ولن تتمكن من حب الصبية المهندمين، وهو ما انعكس علي جسدها مع بلوغها، فهي لم تتلق إعجابًا يوماً لجمالها، بل لفوران جسدها، الذي لم يشبه يوماً أجساد ممثلات فترة الأبيض والأسود، القابل للحب، وجوههن الجاذبة للقبل، بل أجساد راقصات السبعينات اللاتي تحولن لتمثيل أدوار العاهرات، أدوار نصف حوارها كان تأوه وإيحاءات بذيئة.


حبها للفت الأنظار جعلها تفكر في التمثيل، ففي تلك الحقبة لم تكن الموهبة مطلوبة، بل حجم ثدييها، وقدرتها علي افتعال الاثارة، التمثيل سيوفّر لها الاهتمام الذي افتقرت له طوال عمرها، مع عذر للاثارة الرخيصة، عذر لن يقتنع به أحد، لا هي ولا جمهور جسدها العطش للجنس، تسللت الي الوسط عبر غرف النوم، صعدت السلم علي ركبتيها كما في الوضع الكلابي، ظنت انها بدخولها الي هذا الوسط ستتعرف الي من كانوا ينظرون اليها بتعالي من حافلات المدارس المكيفة، مع الوقت اكتشفت ان الوسط مليء بأمثالها، وأن ابناء الأغنياء تغيروا، لم يعودوا يستمعون الي الموسيقي الكلاسيكية، لم يعودوا يشاهدون السينما الايطالية، تركوا المسارح، لم تتغير أذواقهم، بل تغيروا هم أنفسهم، اكتشفت ان من ينظرون الي مؤخرتها بكثير من الشهوة، من يصطنعون نظرات التأفف-ولكن هذه المرة من أسفل المسرح لا الحافلة- هم أنفسهم من كانت لا ترضي عليهم من صبية الحي الفقير، شقوا طريقهم الي أعلي السلم عبر طرق أخري، ولكن بنفس المنطق الجشع المتسرع الفارغ من المعني، اكتشفت انها وبكل ما تملك من اموال، لا تزال تعيش في نفس البيئة العفنة، وأنه كان عليها أن تتجاهل بعض النظرات غير المقصودة من بضعة أطفال، وأن تعتمد علي شيء أخر غير مؤخرتها، فالأرداف لا تري.

1

وُلد هكذا، لم يعرف أبداً لمَ يسخر منه الناس، ما العيب في الرقة؟، هل يجب أن يكون فظًا حتي يعتبرونه رجلاً ؟! علي كلٍ هم لا يزالون أطفالاً، ما العيب في نفوره من البنات؟ كانت هذه هي الأسئلة التي تدور في عقله أيام الطفولة، شكوكه أشعرته بالغربة بين زملائه، دائماً ما كان يجلس وحيداً في الفصل، لا يلعب في الاستراحة، يأكل ما معه من طعام في صمت بعد أن ينزوي في أحد أركان المدرسة الحزينة، يعود إلي البيت باكياً، ويفكر لساعات في غرفته المظلمة، تطورت الأسئلة أيام المراهقة لتكون: لماذا يحلو لأقرنائه مناداته بـ"الملوي"، لماذا يسخرون من جلسته الخجول، هلي يجب عليه أن يجلس مباعداً بين ساقيه بفظاظة حتي يُعتَبر رجل؟ استمرت الأسئلة بلا أجوبة، ظلت هكذا تأكل في مخه.

لم يكن يفهم لمَاذا لم يحب فتاة، بل وتغاضي عن فهم انجذابه لبعض أصدقائه، حاول أن يتناساه، فهو شيء غريب، صحيح انه لم يسمع أحداً يتكلم عن شيء كهذا من قبل، ولكن هذا يؤكد انه شيء غريب، من المرجح أنه عيب، ظل هكذا حتي وصل إلي مرحلة البلوغ، لم يحلم بفتيات كأصدقائه، بل حلم برجال، استيقظ مفزوعاً من نومه، استغفر ربه، تذكر قصص قوم لوط في حصة الدين في المدرسة، انغلق علي نفسه لعدة ايام، كاد أن يصاب بالجنون، حاول أن يتكلم مع أهله في الموضوع، ولكنهم قابلوا محاولته بالاستغراب والفزع، أخذ يفكر، لماذا خلقه الله هكذا، لم يختر هذا، لم يتحرش به أحد في الطفولة، وهو ليس مريضًا نفسيًا كما يتهم البعض كل الشواذ، هو لم يختر أن يكون غريباً، لم يختر أن يكون شاذاً عن الجميع، ما أثر فيه هو استهجان أهله لما به، وهم أقرب الناس إليه، يحتقرونه! تسائل عما تبقي له في هذه الحياة، وفكر في الإنتحار.

لم يثنه عن هذه الفكرة سوي أنه أحب صديقه المقرب، كان فَرِح بهذه المشاعر لدرجة انه فشل في النوم لأيام، ومع ذلك خاف أن يبوح له، وبعد تردد طويل تحدث معه عن احساسه، ولكن صديقه لم يرفض فقط مبادلته المشاعر، ولكنه ثار، بل وفضحه في المدرسة وبين جميع أصدقائهم!، تعرض لمضايقات كثيرة، وفي أحد الايام تجمع كل فتية المدرسة وأوسعوه ضرباً، نجي من الموت بأعجوبة بعد أن تدخل بعض المدرسين، ليس خوفاً عليه بل علي أنفسهم إذا ما قُتِل داخل المدرسة!

دخل إلي الانترنت بعد أن أفاق من الصدمة، تعرف إلي شاب من الخليج، اتفقا أن يتقابلان في المطار بعد اسبوع ويسافران منه الي الاسكندرية ليقضيا اسبوعًا من المتعة يفرغان فيه كل كبت المجتمع واحتقاره لهما، ترك بيت العائلة ليسافر مع عشيقه إلي جنة تخيلها، ينتقم فيها من المجتمع بكسر كل قوانينه، فهو سيصرف بترودولارات بلا عدد، سيهرب من كل الضغوط، سيلوّح بالوسطي للتقاليد، وسيستمتع، قضيا معاً الأسبوع، ثم تركه ليرافق شاباً اخر، وهكذا حولّه المجتمع من شاذ بالفطرة الي بائع هوي، وأكل النظام روحه.



بي اس: مستوحي من الشاب اللي كان بيحكها فيّ وانا رايح حفلة منير في اسكندرية


Helen Thomas... "a blend of journalism and acupuncture"... puncture the fuck out of them!!!

حنين

تصويري

وقف في وسط الشارع الهادئ يبحث عن عملاته المعدنية التي سقطت منه، ولكنه لم يستطع الوصول إليها بسبب كل الشقوق التي تملأ الطريق، حاول أكثر من مرة أن يصل إلي عملاته لكن بلا جدوي، اكتشف أن الشقوق في جسم الوطن لا الطريق، تبتلع ليس فقط ثروة أبنائه، ولكنها تبتلعهم هم أنفسهم، فأخذ يركض حتي وصل إلي أحد البلدان الملساء، رحبوا به هناك، فهم يحتاجونه تماماً كما يحتاجهم، ولكن مع الوقت اكتشف ان الشقوق قد انتقلت إلي قلبه ببعده عن وطنه، أدرك أن ليس كل بلد وطن، فآثر الرجوع، فضّل أن يبتلعه الوطن علي أن يبتلع هو نفسه، فرائحة روحه العفنة في المنفي أقبح بكثير من رائحة المجاري المتسربة إلي الشقوق في جسد الوطن.



Katie Melua, the ultimate woman, and after her... women wouldn't matter




أشعر أنني كالخارجة لتوها من تجربة اغتصاب أليمة

:( + :)

انا صحيح متدايق منك اوي، وزعلان منك، وشايل منك شيل السنين، وعارف انك احتمال كبير ماتقريش ده -وده جزء من ندالتك- بس فرحانلك برضو، عاوز اخوات حلوين بقي

س سؤال

سألوني عن سبب احترامي لكفاح سيئات السمعة لإسعاد البشرية، ببساطة لأن حسنات السمعة بينكدوا علي دين ام البشرية، عاش كفاح الطبقة الفاجرة، وتباً لبنات الناس الكويسين

الصدفة ساعات بتبين حاجات كتير اوي، يعني مثلاً تطلع صديق(ة) من حياتك عشان سوء تفاهم-بتفهم بعد فترة، يمكن الفترة ديه تبقي قصيرة اوي، 3 دقايق مثلاً، او مسافة كام متر بينك وبين موبايلك-، بس لما بتلاقي انه مش باقي عليك بتحمد ربنا، يعني لما تذهب غير مأسوفاً عليك، يبقي احسن حاجة في الدنيا هي الصدفة، الصدف كانت كتير اوي الاسبوعين اللي فاتوا دول، بس كده أحسن، لو انت مش مهم عند الناس المهمين حواليك، يبقي مش لازم يفضلوا حواليك أصلاً


حط مشاكلك كلها في جيبك اللي ورا واقعد عليها

الضغوط كلها بتعدي، مش هاتفتكر الضغوط، بس هاتفتكر مين كان معاك، مين كان ضدك، ومين طلع يجري

ساعات باحس اني تعبان من كتر التفكير، أكيد الحيوانات مخلوقات أسعد من الإنسان بكتير عشان مش بيفكروا، وأكيد الجماد أسعد لأنه مش بيفكر ومش بيحس، عدم الشعور نفسه سعادة، عالاقل انا فاكر انه سعيد عشان باحقد عليه، او يمكن فرحان له، عدم الوجود هو أحسن وضع ممكن يتعاش

لما تبقي زعلان من حد أوي ممكن تسامحه، او تنساه، او تاخد حقك، بس لما تبقي زعلان من نفسك، ممكن تعمل ايه؟


الحياة بقت أسرع وأعقد من ان اي حد يهتم بمشاكل أي حد، مع احباط وضغط وقهر مالي الجو، ماحدش هايهتم بمشاكلك حتي لو كان قريبك، صاحبك، حبيبتك حتي، علشان كده حاول تريّح دماغك ودماغ اللي حواليك وماتحكيش لحد حاجة، الحياة اقصر من انك تسمع حد بيقولك معلش الحياة هاتتحسن من غير مايبقي مهتم


الدنيا بقت معقدة لدرجة انك بتحس ان مافيش اي حاجة ليها علاقة باي حاجة تانية، بس في الحقيقة كل حاجة بتحصل في اي مكان في العالم بتأثر علي بقية الحياة، احنا بس اللي مش فاهمين



فكرة الإاردة ديه فكرة سخيفة اوي، مش بتعتمد علي الشخص، كلنا نتاج مجتمعنا، حتي لما بنتحداه، فالكره اللي بيولّد التحدي ده نتيجة ان المجتمع جه يعلمنا وكان قاسي


لما بتبقي صغير.. بالتالي مافيش ضغوط بتُمارس عليك، ولا مسؤليات، بتبقي نضيف اوي، لانك بتقدر تلتزم بكل حاجة انت مؤمن بيها، وبما اننا صعب اوي مانكبرش، ليه مانلغيش كل قوانين المجتمع؟؟ كل حاجة بتحكم العالم، بحيث اننا مهما عملنا مانبقاش خالفنا اي قانون، ولا حتي ضمائرنا


الإنسان في سعي مستمر للبحث عن الشهوات، أكل، فلوس، لبس، جنس، حتي لما بيدوّر علي متع أحلي، حاجات روحانية، فهو بيدوّر عليها بطريقة مادية، المشكلة ان المتع ديه بتعلّي مستواك في السعادة عالمدي القصير، بس عالمدي الطويل بتقللها اكتر ماكانت


ايه الهدف من الحياة؟؟ لو عمرك ماهتعرف تثبت أي حقيقة، حياتنا كلها قايمة علي الاحتمال


حياة البني أدم حمّام كبير، فيه ناس بتدخل تحسن مظهرها في مرايتك، ناس بتدخل تتخلص من قذارتها فيك، وبتفضل معاك انت، بس عمر ما حد بيكمل معاك العمر


المرأة مخلوق أقرب للثعبان من ضلع الرجل


الراجل مننا بيشتغل وبيذاكر وبيجيب فلوس عشان في الاخر يظبط، ينحرف شوية، بعدين يستقر، ممكن تفهم دماغ الراجل، بيشتغل عشان يعرف بنات حلوة ويعمل دماغ، هم بقا بيعملوا كل حاجة عشان يقعدوا عالفوتيه ويحطوا رجل علي رجل وياخدوا لقب "ربة منزل" او حرم المهندس الفلاني والدكتور العلاني، ويتنّكوا علي خلق الله المعنسين، قعدة التناكة بالدنيا، وبعد ما ده بيحصل بتقول حياتي ضاعت عشانه، مابقتش باعمل حاجة غير اني بودي العيال تمرين السباحة وبذاكرلهم وباعملهم البيكاتا اللي طول عمري باسمع عنها، وهي اصلا ماكنتش بتعمل اي حاجة في حياتها قبل الجواز



عارف؟ الحياة سخيفة اوي، ياريت يبقي فيه حياة اخري وتبقي احسن من كده





هي



كنت جالساً هناك، أحاول أن أدفع الملل بأن أدقق في المارات، في أجسادهن بشكل أكثر دقة، عاملاً بالمَثَل الذي لم أكن من المعجبين به: "خبي الوش"، ففي الوجه الجزء الإنساني من الروح، أما في الجسد -ففي الغالب- يكمن الجزء الحيواني منها.

كنت أعمل بالمثل بالرغم من تقززي منه لأنني مجبر علي ذلك، فالفتيات في بلدي متجهمات طوال الوقت، خائفات من أن يُفهَمن بشكل خاطئ فيؤذين، لذا فمهمتهن الأساسية تتلخص في أن يكشرن في وجه أي ذكر-وإن كان قطً-، ولكن في نفس الوقت عليهن أن يوازين بين هذا وأن يضفين بعض الإثارة لمشيتهن، لإستدراج أحد البلهاء لإنقاذهن من تلك الدوامة المقرفة.

سلوكي هذا كان يقرفني من نفسي، كلما حاولت أن أدفع الملل، أضفت التقزز من نفسي إلي الحزن، حتي جائت هي، مبتسمة!، بل وتغني!، كانت المرة الأولي في حياتي-وربما الأخيرة- التي أري فيها فتاة لا تخبئ سعادتها، فهن عادة ما يحملن نظرة تحذيرية ما، أما هي، فكانت تدعوني لأن أراقصها، هكذا في عرض الطريق، أحسست بأن الفرحة في عينيها كفيلة بأن تنتشلني من الحزن الذي يتملكني، ولكنني -وللأسف- صمت حتي مرت، وأكملت تأمل أجساد المتجهمات

بنات

يا ريت الناس تقوللي فهمت ايه من الفيلم قبل ماقول انا كنت عاوز اقول ايه

المشوه

by~Koizumi-Michiyo




كان منبوذاً، فهو الكاذب أبداً، فلا يُعقَل أن يكون قد قرأ لكل هؤلاء الكتاب في هذه السن المبكرة، ولا يعقل أنه يشاهد هذه البرامج المليئة ببائعين الكلام الذين لا يفهمهم أحد، ولا يُصدق انه قريب بشكل ما من كل هؤلاء الأعلام، هذا إلي جانب ثرثرته بكلام غير مفهوم، لم يصدقه أحد، فلا يعقل أن يمتلك أحدهم كل هذه المباديء، بالرغم من بساطتها، في هذا الزمن الذي أصبحت فيه الأخلاق نكات، والمباديء شعارات، فيما أصبح كل من الكذب والنفاق والسرقة سمات تدل علي الذكاء الإجتماعي.

حين وصل إلي دوامة البلوغ، كان الوحيد الذي لا يدخن، الوحيد الذي لا يمارس العادة السرية، الوحيد الذي لا يسرق والديه، الوحيد من بين أصدقاء الذي يبدأ التفكير في أي شيء من نقطة الدين، لم يكن الدين لديه عبادات وشعائر أقل ما يقال عنها انها تقليدية صماء، تمارس فقط للتأكيد علي استمرار مؤديها في الاعتقاد بدين العائلة، بل كان مبادئ، طريقة حياة، كان كثيراً ما يبكي أثناء الصلاة، حتي أنه نصح أصدقائه بجلد أنفسهم بعد أول مرة شاهدوا فيها فيلمً إباحياً.

مع الوقت إزداد توغله في التدين، أطلق ذقنه وحلق رأسه، ربما فعل ذلك ليحتك بمن يضطهد المتدينين، فهو لم يكن مؤمناً أبداً بأن هذه المظاهر جزء من الدين، صار مملاً بالنسبة لكثير من أصدقائه، فهو لا يكف عن الكلام عن الدين، وكيف أنهم مضطهدون في وطنهم، بل في العالم، فهم-بالنسبة له- يهود العصر، مبعثرون، يعيشون تيه الحاضر، لا بسبب العولمة، ولا التكنولجيا، وإنما بسبب البعد عن الدين، فبعد أن هُزموا عسكرياً، يحاول الآن البعض أن يصورهم كمهزومين فكرياً، ولكن هذا لن يحدث أبداً، فهو مقتنع تماماً بآرائه، فشعبه هو الشعب الوحيد الذي يستحق حكم العالم، فهم الأطهر، الأنقي، هم الأكثر ذكاءً، هم الأقوي، والأعدل، في حين أن الأخرين مغيبين، بل مضحوك عليهم، حثالة، بل أسواً، فلقد تطاولوا علي جميع المقدسات، المادية قتلتهم، "اللا نهائي الكمي" سيطر علي مخيلاتهم، بل أنه قضي عليها.

ظل هكذا حتي قابل فتاة من الشطر الأخر من العالم، ذلك الجزء الذي تسكنه الحثالة، كانا في معتقل يضم أصحاب الرأي، وكانا معلقيّن جنباً إلي جنب من أقدامهم، فكر كثيراً، وما أكثر الوقت الذي يتسع للتفكير في الماضي، تأمُل أسباب ما هو فيه، التحديق في المستقبل، توصل إلي أن ما هما فيه له سبب واحد، افتراض اليقين، فمن غير المعقول أن يكون كلاهما صحيح، بالرغم من تصور كل منهما أنه الأصح.

مع الوقت بدأ يتأملها، فهذه الحثالة أجمل بكثير من الطاهرات، بنات بلده، معهن يستطيع مقاوة الشهوة، فهن قبيحات علي أي حال، أما هي، فأشبه بإلهة إغريقية، فتاة من حلم جميل، فوجهها وجه ملائكي، جسدها يشبه ذلك الذي يتمناه الكثير من أصدقائه، حتي أنهم كانوا يحرفوا أحلامهم التي ظهرت فيها مثيلاتها ليصوروها علي أنها حقيقة، حرقته الشهوة، وهو المتدين
المتيقن، فأطلقوا صراحه .

قابلها بعد عدة أيام، مارسا الجنس، فندم، واكتئب، فمن الطبيعي أن يظل متأثراً لبعض الوقت بأفكاره القديمة، لم يخرج من هذه الحالة إلا بعد أن ضاجعها ثانية، أصبح غير مكترث بما يظنه الناس به، فهم لم يصدقوه حين أقسم لهم بأنه الوحيد الذي لا يمارس العادة السرية، بدأ يدخن السجائر، بعدما بدأ أقرنائه بعقدين، ومن بعدها الحشيشة، التي لم يتركها إلي بعدما عرفته صديقته بالخمور، يشرب البيرة بدلاً من "البيبسي" مع الغداء، ينهي سهرته بزجاجة فودكا او نبيذ، ظل هكذا، حتي شعر بأنه فارغ روحياً، لم يعرف كيف وصل إلي هذه الدرجة من عدم الإكتراث بال"لا نهائي"، كيف أدمن الشهوات؟، هل بسبب الضجر من القوانين التي فرضها الدين عليه-أو التي فرضها هو علي نفسه-؟، ام بسبب تكذيبه من قبل كل من حوله؟، اكتشف انه في الطريق الخاطئ، ولكن الأوان كان قد فات، فلقد أصبح مثلهم جميعاً، مشوه، ضعيف، غير قادر علي المبادرة أو التغيير، فأكلته المنظومة.

Align Right

"common sense" is such a meaningless expression, ideas are based on one's background, ideology, knowledge, culture, or whatever your brain uses as a reference, that's why everybody is different, when you judge something you do that according to your cultural standards and background, both depend on religion especially in our eastern society, that is why people converting from a religion to another here are less than people doing so in the west-as they have a big diversity there, so the reference is not as fixed and rigid as here-, so it is really absurd, just another vicious circle, if we can judge fairly then the right religion or thought would have prevailed, which didn't happen, and will never do, it is a matter of relativity, it is very rare and odd that you find someone who converted just like that.

there is a mythological/ metaphysical part in religion that has nothing to do with logic, we just believe in it cuz we were born like that, for the standards or the principles, it is-or almost-the same in any religion, so logical, fair, and necessary, whether Abrahamic or not, they are only different in the way they apply these principles.

I didn't say it is our fault, neither did I say it is the religion's fault, it is just the way it is, you are the adversary and the referee, that's why trying to prove anything is absurd, that's why some questions will be unanswered till infinity, that's why there is a difference between knowledge and belief, believing in something does not make it true, if this concept prevailed, peace between different ideologies and religions will consequently do.

it is a very controversial, sad question that whenever I ask myself I become gloomy, I always find a way to forget, but I remember it every now and then, today I asked myself this question, and now I am really sad, we eat, drink, make money, get high, make love, sleep, piss, but we are spiritually empty, that's because we believe, but we don't know, we imagine, but we don't see, we expect what will happen, but we do not know the future.

الغريب

http://mr-twingo.deviantart.com/



لم يفهمه أحد قط، مع أن الكثيرين ادّعوا انهم فعلوا، نصحوه بخطوات لم يتخذوها لحل مشاكل لا يعرفوها، لم يكترث أحد بما يقول أو يشعر،لا من أبناء قوميته، دينه، عائلته، ولا من أصدقائه، حتي أنهم لم يحاولوا أن يتفهموه، فقط المختلفون عنه حاولوا أن يستمعوا إليه، لا بغرض مساعدته، بل لتصيّد كل ما يمكن أن يُستغَل للإضرار بالمقربين منه، ولكنه لم يهتم بكل هذه التفاصيل السخيفة، فلربما يغيّر النقض شيء ما، ولو لمرة.

مع الوقت اكتشف أن كل هذا العناء لن يوصل إلي أي شيء، فكل من حوله يعتقدون أن النقض هجوم، أن النقاش معركة، أن "الدردشة" ثرثرة لا فائدة منها، فقرر أن يغير كل شيء، يتقن لغة جديدة، يسافر إلي بلدها، يغير عقيدته، ويفقد بعض الوزن، ربما كان عليه أن يغير لونه أيضاً، من المؤكد أن هذا ممكن في ظل التقدم التكنولجي الذي أصاب الجميع بالجنون، ولكن بعد كل هذا، هل سيكون من الممكن محو ذاكرته؟! فكر للحظات.. فأدرك أن هذا مستحيل.

إذاً فهو حين يسافر إلي تلك البلاد سيكون غريباً أيضاً، نعم سيدين بديانتها، يتحدث بلغتها، ويشبه أبنائها، ولكنه سيظل يفكر بطريقة غريبة عنها، كان غريباً في بلده لأنه متفتح أكثر من اللازم نعم، ولكن هذا البلد ترك له خلفية ما، سيظل وطنه منطبعاً في ذهنه إذاً، لن يتغير الكثير، فقط سيزيد القلق لأنه بعيداً عنه، سيظل يفكر بمنطق أبناء بلده ولكن بشكل أكثر تفهماً، سيظل دائماً هكذا، غريباً أينما ذهب، وستظل كلماته كما هي، ثرثرة لا فائدة منها..تماماً كهذه الكلمات



هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ

الحياة هنا تتسائل :
كيف نعيد إليها الحياة ؟

هل نسيء إلى أحد ؟
هل نسيء إلي بلد ؟،
لو أصبنا ولو من بعيد لمرة برذاذ الفرح ؟

الحصار هو الإنتظار
!،
هو الإنتظار على سلمٍ مائل وسط العاصفة !

مختلفون في كل شيء
لنا هدف واحد :
أن نكون......
ومن بعده يجد الفرد متسعاً
لإختيار الهدف

"لنترك الفتيات الجميلات لرجال دون أي مخيلة"



إلا ليلي أنا





أزمة البوتاجاز وماتش مصر والجزائر في كرة اليد عملت 3 حاجات في رأيي:

1-الأزمة عاقبت المصريين، اللي هم نتاج 29 سنة من التجارب علي البشر لبحث امكانية تحوله لحيوان الحيزبون الأسطوري، علي سكوته علي بطئ ادخال الغاز في محافظات مصر المختلفة مع مواصلة تصدير الغاز لإسرائيل بسعر أقل من سعر الإنتاج وكمان نستوردلهم غاز من العراق وندعمه ونديهلهم

2-الأزمة عاقبت المصريين برضو علي سماحهم للاعلام بركوبهم علي طريقة الدوجي ستايل لما نقل معلومات بدون أدلة وسخّن الناس بالظبط زي ما حصل مع الشعب الجزائري، وشغلوا نفسهم بموضوع حتي لو كان صح فهو حاجة هبلة بالنسبة للي بيحصلهم يومياً في الداخل والخارج

3- الأزمة بينت ان الأزمة بين مصر والجزائر هي أزمة بين القصرين، بدليل ان ماتش نص النهائي في كرة اليد بين مصر والجزائر حضره سامح فهمي وسيد مشعل وعلاء مبارك وجمال مبارك، مش بس كده لكن كمان المعلق كان بيقول انهم فتحوا الصالة للدخول المجاني عشان الجمهور يزيد، والجزائر قلصت انتاجها وبتفشخ في الشركات المصرية اللي بتعمل في الجزائر، تقليل صادرات الغاز من عندهم، وتقليل صادرات زراعية من عندنا، والشعبين الهبل هم اللي هايدفعوا التمن

I guess that the guy who invented the word "MAKEUPS" meant that while taking them, you will be "ON" something while someone will be "DOING" something to you!!!!

"Our deepest fear is not that we are inadequate. Our deepest fear is that we are powerful beyond measure. It is our light, not our darkness that most frightens us.' We ask ourselves, Who am I to be brilliant, gorgeous, talented, fabulous? Actually, who are you not to be? You are a child of God. Your playing small does not serve the world. There's nothing enlightened about shrinking so that other people won't feel insecure around you. We are all meant to shine, as children do. We were born to make manifest the glory of God that is within us. It's not just in some of us; it's in everyone. And as we let our own light shine, we unconsciously give other people permission to do the same. As we're liberated from our own fear, our presence automatically liberates others."


Marianne Williamson

August Rush




Wizard: You know what music is? God's little reminder that there's something else besides us in this universe, a harmonic connection between all living beings, every where, even the stars.


August: The music is all around us, all you have to do is listen.


Louis: You never quit on your music. No matter what happens. Cuz anytime something bad happens to you, that's the one place you can escape to and just let it go


August: But I believe in music... The way that some people believe in fairy tales.


August: I followed the music.


Arthur: Are you thinking what I'm thinking?
August: No, I'm thinking something else

الأول كنت فاكر ان هو بس اللي عايش الحلم، لحد ماقبلت عيلته، انا اعرفهم من زمان بس ديه كانت أول مرة اشوفهم وانا في البُعد الخامس، بعدين لما نزلت واتعرفت علي بقية المصريين عرفت ان كلنا عايشين الحلم

الحلم هو مجموعة الحوارات الكتير اللي في حياتك، والأحلام اللي عندك، واللي بتغير مجري حياتك وحياة اللي حواليك من غير ماتحس، ماتقدرش تفهم حلمك او احلام اللي حواليك غير لما قيمة مكانك في البعد الخامس تتغير من صفر لأي قيمة تانية

ماينفعش تهرب أو تفوق من الحلم، حتي لما تحب تغير نفسك فانت دخلت حلم جديد

يمكن الناس شايفاه غريب-وهو كمان مستغرب نفسه- عشان حلمه أكثر عقلانية من أحلامهم

الجنون فلسفة، أو هو أكبر قيمة ممكن تاخدها في البُعد الخامس، بس الناس مش قادرة تفهم الفلسفة ديه، علشان كده بينفوا المجانين

المشاعر هي هي، ناس كتير وصلتلها، بس الكلام غير قادر علي التعبير، من هنا بتختلف الأساليب

فكرت انتحر، بس بعدين فكست لسببين، أولاً اني لسه ماعشتش الحلم كله، ثانياً اني بعد ماموت ممكن أعيش حلم جديد

الزمن هو أقوي القوي، بيقدر يغير أحلامك مع ان مافيش أي علاقة بينهم

لو ينفع نعمل جهاز يسجل أفكارنا-بالذات واحنا في البُعد الخامس- هايبقي حاجة مفيدة اوي، عشان بنبقي عاوزين نقول حاجات كتير اوي بس مش قادرين لأن اللغة زي ماقت أضعف من انها تعبّر، علشان كده بيفتكروا انك لما تاخد قيمة في البُعد الخامس بتبقي أغبي، بس ده مش صحيح لأن اللغة هي الأغبي علي الاطلاق، بتبقي ساكت بس عشان المعرفة اللي عندك أعظم من اللغة

اوقات بتفوتنا تفاصيل كتير اوي، لو الواحد مشي ووراه كاميرة سينما وصور 32 ساعة من حياته-العادية- هايعمل فيلم سينما هايل


الناس مش بتتغير، حتي لما بتكبر... بيفضلوا عايشين في الحلم، الحلم بيتطور اه، بس بتفضل عايش فيه

فيه ناس شكلها لا يوحي بأنهم عايشين أي حلم، غلابة اوي او مش عارفين حاجة، بس هو ده الحلم في حد ذاته


الزمن مر بسرعة اوي، مش عارف لو كنت "طبيعي" كنت هادرك موضوع الحلم ده ولا لأ، وهل ده كان هايأثر علي حياتي ازاي

" كل الي اعرفه اني في اللحظة دي موجود"

في الغرب والدول المتقدمة اقتصادياً في الشرق لما حد بيبقي حاسس انه مكتئب او لما بيحصل موقف صعب صاحبه\صاحبته بيحضنه، هنا مش عارف ليه ماعندناش العادة ديه، هل مثلاً لأننا مجتمع مدعّين بيعمل كل حاجة وسخة في السر بس قدام الناس يحب يبقي "محافظ"، حتي لو افترضنا انه محافظ، ده معناه ان الاحضان ماتبقاش بين شخصين من أجناس مختلفة، بس بين الرجالة مثلاً، يعني ليه دايماً الناس بتبقي مترددة قبل ماتحضن بعض؟ ممكن حد يحضنك ماشفتهوش من زمان، بس لو انت قاعد مع حد وحصل موقف مؤثر او حاجة وحشة حصلت لحد من صحابك وجيت تحضنه هايبصلك بصة كده معناها "استرجل ياض"، يعني انا شايف ان الحضن ده عادة لازم تُعمَم بين الناس

وهكذا افتكس الشيخ الفزازي "الاستبداد الشعبي" بعد اكثر من قرن علي صدور كتاب "طبائع الإستبداد" للمفكر الإسلامي" عبد الرحمن الكوكبي"، مش عارف الناس ديه فين، وازاي الفيديو لسه عاليوتيوب ماتشلش، بس حبيت اشلكوا زي مانا اتشليت


كان أول يوم لي في هذا السجن بعد أن انتقلت إليه من أخر، بداية جديدة لحياتي، ككل السجون التي نزلت بها، ككل البدايات التي انتهت قبل حتي أن تبدأ، لم يكن هناك شيء مختلف، لكني كنت أعتقد ذلك، نظرت للأعلي مبتسماً لأختبر ذلك الشعور الذي يدّعيه الممثلون في الأفلام الأجنبية، كانت الشمس ساطعة أكثر من اللازم نعم، لكنها ليست ما جعلني أنزل عيني قليلاً، هي التي فعلت، أعترف بأن أول نظرة لم تكن لعينيها كمحبوباتي السابقات، فصدرها كان ملفتاً حقاً للنظر، كبير ومكتنز، ذو شكل كروي جميل، بصديريتها البنفسجية التي كانت ظاهرة من هذا البعد تحت ملابس السجن البيضاء.. في تلك الشمس القوية، لم يكن جسدها جسد فتاة، بل جسد امرأة، ولكني سرعان ما رفعت عيني لوجهها، كان هناك شيئاً مميزاً فيها، ربما الخليط بين الملامح الزنجية والبشرة الفاتحة، بعينيها الواسعتين وشفتيها الممتلئتين اللتين لا تملك سوي أن تحلم بتذوقهما يوماً ما، بخديها المتوردين، وانفها الأفطس، يقولون أن أول نظرة تعني كل شيء لأنها تعرف كل شيء، للأسف أول نظرة كانت لنهديها، لكنني أحببتها بعدما شبعت من النظر إليهما ورأيت ما في عينيها من عمق .


بدأت هي تقترب مني، ربما أدركت أنني لا أعرف كيف أتودد إلي الفتيات، لم أكن أعرف أبداً، عرفت منها انها سئمت هذا السجن، فقد جاءت إليه حين كانت طفلة، ففي مثل هذا البلد، وفي مثل ذلك السن ينتقل الأطفال لهذا النوع من السجون حيث يتحولون لكائنات مقرفة، مُصطنَعة، لا تعرف شيئاً عن أي شيء، و متناقضة إلي حد بعيد، حاولت ابهاجها بقولي لها بأنه علي الأقل أفضل من سجني القديم، فلا أحد يسخر من الأخر، وهناك فتيات بنفس عدد الفتيان بل واكثر، وهو بالتأكيد لم يقتل روحها، فابتسمت لتجاملني، ولكنني كنت أستطيع أن اري الحزن في عمق عينيها.

لا أعرف لماذا كنت أتجاهلها كلما حاولت التودد إليّ، بالرغم من اني كنت اراها الأجمل والأذكي من بين كل فتيات السجن، قليلات هن من يتمتعن بالجمال والذكاء معاً، بدأت توضّح هذا التودد حتي ان الناس كانت تنظر إليّ وهي تغمغم: ما هذا الاحمق!، ألا يعرف من هي، ألا يري هاتين الشفتين وهذين النهدين؟!.

غضبتُ كثيراً من زميلنا في الحبس الذي نصحني بالابتعاد عنها لأن سمعتها ليست بالجيدة، لم أصدقه، فقط فهمت انه أحدهم، فقد كنا محاطين بمجموعة من ضيقي الأفق، كان العالم بالنسبة لهم فتاة جميلة تُضاجَع، الذهاب إلي السينما لمشاهدة فيلم لا يحمل أي معني، ملابس جديدة، سيارة، ونغمة مسخ تشبه الفن ولا تقول أي شيء، ذكرتني بنفسي كثيراً حين جاوبت مأمور السجن بشيء من الذكاء وبدأ الجميع يسخر منها، ففي مثل هذا البلد يجب أن تخبئ ذكاءك إن أردت أن تكون محبوباً، وكلانا لم يكن يفعل .

تركنا السجن وتفرقنا علي سجون أخري، ففي النهاية يجب أن نُخلي مكاناً لجيل جديد من الأطفال الذين لا يستطيع ذووهم الإنتظار أكثر لتشويههم، فلا يصح أن يظلوا سُلامً حتي ذلك السن، قابلت أحد زملائنا القدامي، تحدثنا عن أخر صيحات التعذيب في سجنينا، استرجعنا ذكريات سجننا الجميل، هناك كنا نُعذَب، نعم، ولكن في وقت الزيارة فقط، أما بقية الأوقات فكانت مليئة بالمرح، كان السجن الوحيد الذي أينما مشيت فيه سمعت ضحكات، رأيت نظرات مختلسة، تستطيع أن تشتم الفرح في أرجاء المكان، أتي علي ذكرها قائلاً انها كانت جيدة في الفراش، فهو يعرف هذا تماماً، ككل المساجين، كنتُ أتوقع انها مارست الجنس، لكن ليس مع أي احد، ليس معه هو بالذات، فلقد كان بالكاد يعرفها.

لا أعرف لمَ لم أفكر فيها كعاهرة قط، حتي حين سمعت ما قاله، بالرغم من ندرة حديثنا ولكنني كنت أعرف عنها الكثير، ربما كانت تريد لفت الانتباه لكل ما عانته في حياتها، ولكن زملائنا في السجن لم يكترثوا، احتاجوا فقط لسد احتياجاتهم الحيوانية، فاقتربوا منها، لكن ليس كما فعلت أنا، من المؤكد ضاجعوها دون تقبيلها أو ضمها حتي، كلهم اقتربوا منها، ولكن.. لم يعرفها غيري ..فأنا لم أقترب منها قط

ببساطة دي مش حرية ده وهم للحرية او حرية واهمة
الحرية مش مجرد اني اختار شئ و خلاص الحرية هي اني ابي فعلا مقتنع بقراري مش بيتهيألي اني مقتنع بقراري و اني لو قررت ارجع عن قراري ده مش هالقي المجتمع و الناس و اهلي و اصحابي كلهم اتقلبوا عليا
لو انا فعلا حر يبقي لازم عندي نفس القدرة علي العدول عن الشئ مساوية لنفس قدرتي في البقاء علي الشئ ده لاني حر
الحرية هي اني يبقي في اختيار قدامي و اني ابقي قادر اختار صح و افكر تفكير سليم عشان اعرف اختار غير كده متكونش حرية
الواحد و هو صغير مكانش حر و مكانش ينفع يبقي حر لاني لو كنت خيرت بين اني اكل حلويات طول النهار و بين اني اكل فعلا كنت هاختار الاول لاني معنديش القدرة علي اني اميز او اني اختار و في الحالة دي انا مش حر فعلا و دي مش حرية دي غباء
المجتمع بيفرض علي البعض حاجات و بيتاهيلئهم و هما بيعملوها انهم احرار في اختيارهم بس هما في الحقيقة لا
لانهم مكانش قدامهم خيارات كافية و مكانش عندهم تعقل كافي يخليهم يختاروا صح
و لانه ببساطة لو قرر انو يغير رأيه مش هيلاقي الي حواليه راضين بكده
دي مش حرية