نُشِرَت في وصلة بعد تغيير عنوانها، ولو انك ماتستهليش والله




حين طُلبَ مني أن أكتب شيئاً ما ل"وصلة" عن احدي المدونات التي أتابعها، كانت مدونة "اسكندرية.. اذكريني" لنسرين بسيوني هي أول ما خطر ببالي، فهي الوحيدة تقريباً التي لم أفوّت تدوينة واحدة لها منذ أن بدأت أتابعها، نسرين تحب أن تلعب مع قارئها، وأن تتلاعب بأعصاب من يعرفونها، فكل تدوينة، هي صدمة لقارئها لما تحمله من مشاعر متناقضة، حين تقرأ تشعر بالفرح والغضب، بالسلام والثورة، لا تسطيع أن تحدد في أي وقت من اليوم كُتبَت، فالتدوينة وإن كانت مُبهجة، قد تحمل شيئاً من حزن الليل، ولكنك لن تستطيع أن تخطئ الأمل في تدويناتها الحزينة، أما من يعرفونها علي المستوي الشخصي فهم يتألمون-أعتقد هذا- لما تكتب، فربما تكون تدويناتها-وبالأخص قصصها الحزينة- مؤلمة لمن قرأها دون أن يعرف نسرين لمجرد انه تخيل ان تكون القصة حقيقية، بالطبع ليس بالنسبة لنسرين لأن كل قصة مختلفة تماماً عن التي سبقتها ويستحيل أن تحصل كل هذه المأسي لشخص واحد، ولكن إن كنت تعرفها جيداً فستقرأ مواقفها من بعض الأحداث التي حدثت لها او لمن تعرفهم بين السطور، هي من أعطتنا رابط مدونتها، لا تطلب مننا أن نقرأ أجل، ولكنها تعرف اننا نفعل، ربما تحاول أن تصرخ بما يدور في رأسها، ستفاجئ من تمكن بعض الأصدقاء من فهم هذا الصراخ المشوش، الغير مفهوم لمعظم الناس لاختلاف تردد موجته عن المعتاد.

تحب نسرين أن تترك الكثير من الاحتمالات، لم أعرف بعد -بالرغم من سؤالي المتكرر- إن كان اسم مدونتها مستمد من ألبوم "أسكندرية.. أذكريني " لفرقة "الحب والسلام" أم انها مجرد صدفة؟، هل قرأت الكتاب الذي أرسلت لها؟، هل شاهدت الأفلام التي رشحت لها؟، بالطبع هذه مناسبة جيدة لأعيد طرح نفس الأسئلة حتي تجاب قبل أن تكون أكثر من أن تُتذَكَر، حبها لذلك النوع من الألعاب لا يظهر في التعاملات الشخصية فقط، بل في مدونتها أيضاً، فخليط المشاعر في كل تدوينة ينتقل إليك بدوره، ستجد في مدونتها الكثير من الأبواب المفتوحة، لدرجة انها قد تسبب لك تيار متناقض من المشاعر، الترقب، السعادة، الاستهجان، والامتنان، لم أطلب من أحد غيرها أن يكتب شيئ، فكثير مما أعرفه عنها مصدره تحليلات للاسقاطات في تدويناتها، أو أحاجيها بمعني أدق، كلما أردت أن أعرف عنها أكثر قرأت تدوينة لها، فهي لا تجيب علي الأسئلة المباشرة، بل ترسل الاجابات في غموض غريب، ربما تعتقد أن الاجابات أقيم من أن تعطي هكذا بلا عناء، عليك أن تقرأ إذا حتي تفهمها، وأن تكتب بنفس تردد وطول الموجة إذا أردت أن تُفهِِمها، فتلك التدوينات في عالم موازي لعالمنا، إن استطعت أن تحلل النصوص وتربطه بالكلمات القليلة التي نطقت بها أو ما سمعت عنها، ستفاجئ من كم الثورة، الثورة علي الأشياء التقليدية، فهي تسأم سريعاً، حتي من الفرح، تلك الثورة التي لا تظهر علي نسرين البريئة النحيلة، ليس الثورة فقط، بل والولع أيضاً، فهي تحب التفاصيل الدقيقة أكثر من أي شيء أخر، ربما تهتم بلحظة ثانوية في حدث قد يهم أي شخص أخر، وتكتب عنها فتشعرك أن العالم سينتهي، أو أن شمس السعادة ستسطع قريباً، هي" طفلة ذات طباع عصبية وقلب أخضر" كما وصفها المدون محمد المصري، أكتب عن نسرين أكثر من مدونتها، لأن المدونة في الحقيقة انعكاس لها، ولكنك إن أمعنت النظر ستكتشف أن هذا الإنعكاس أوضح من الأصل.


مدونة "اسكندرية.. اذكريني" ليست كمعظم المدونات، فيها شيئاً ما يداعب الروح، قد تجبرك علي الضحك أو تدفعك للبكاء، العلاقة العضوية بين نسرين ومدونتها، بين كتابتها وحياتها، تجعل من الضروري أن تقرأ لها حتي تعرفها أكثر، أو علي الأقل كي تعرف أن الشغف بالحياة مازال يعيش في وجدان مصرية بالرغم من كل المشاكل والهموم التي تأكل أرواحنا كمصريين.




1 comments:

  1. ساعد نسرين الايمن said...

    معك تماما
    نسرين مدونة ممتازة




    وانت ايضا