هي



كنت جالساً هناك، أحاول أن أدفع الملل بأن أدقق في المارات، في أجسادهن بشكل أكثر دقة، عاملاً بالمَثَل الذي لم أكن من المعجبين به: "خبي الوش"، ففي الوجه الجزء الإنساني من الروح، أما في الجسد -ففي الغالب- يكمن الجزء الحيواني منها.

كنت أعمل بالمثل بالرغم من تقززي منه لأنني مجبر علي ذلك، فالفتيات في بلدي متجهمات طوال الوقت، خائفات من أن يُفهَمن بشكل خاطئ فيؤذين، لذا فمهمتهن الأساسية تتلخص في أن يكشرن في وجه أي ذكر-وإن كان قطً-، ولكن في نفس الوقت عليهن أن يوازين بين هذا وأن يضفين بعض الإثارة لمشيتهن، لإستدراج أحد البلهاء لإنقاذهن من تلك الدوامة المقرفة.

سلوكي هذا كان يقرفني من نفسي، كلما حاولت أن أدفع الملل، أضفت التقزز من نفسي إلي الحزن، حتي جائت هي، مبتسمة!، بل وتغني!، كانت المرة الأولي في حياتي-وربما الأخيرة- التي أري فيها فتاة لا تخبئ سعادتها، فهن عادة ما يحملن نظرة تحذيرية ما، أما هي، فكانت تدعوني لأن أراقصها، هكذا في عرض الطريق، أحسست بأن الفرحة في عينيها كفيلة بأن تنتشلني من الحزن الذي يتملكني، ولكنني -وللأسف- صمت حتي مرت، وأكملت تأمل أجساد المتجهمات

1 comments:

  1. ذو النون المصري said...

    القصه جميلة و الصورة صعبه