كان منبوذاً، فهو الكاذب أبداً، فلا يُعقَل أن يكون قد قرأ لكل هؤلاء الكتاب في هذه السن المبكرة، ولا يعقل أنه يشاهد هذه البرامج المليئة ببائعين الكلام الذين لا يفهمهم أحد، ولا يُصدق انه قريب بشكل ما من كل هؤلاء الأعلام، هذا إلي جانب ثرثرته بكلام غير مفهوم، لم يصدقه أحد، فلا يعقل أن يمتلك أحدهم كل هذه المباديء، بالرغم من بساطتها، في هذا الزمن الذي أصبحت فيه الأخلاق نكات، والمباديء شعارات، فيما أصبح كل من الكذب والنفاق والسرقة سمات تدل علي الذكاء الإجتماعي.
حين وصل إلي دوامة البلوغ، كان الوحيد الذي لا يدخن، الوحيد الذي لا يمارس العادة السرية، الوحيد الذي لا يسرق والديه، الوحيد من بين أصدقاء الذي يبدأ التفكير في أي شيء من نقطة الدين، لم يكن الدين لديه عبادات وشعائر أقل ما يقال عنها انها تقليدية صماء، تمارس فقط للتأكيد علي استمرار مؤديها في الاعتقاد بدين العائلة، بل كان مبادئ، طريقة حياة، كان كثيراً ما يبكي أثناء الصلاة، حتي أنه نصح أصدقائه بجلد أنفسهم بعد أول مرة شاهدوا فيها فيلمً إباحياً.
مع الوقت إزداد توغله في التدين، أطلق ذقنه وحلق رأسه، ربما فعل ذلك ليحتك بمن يضطهد المتدينين، فهو لم يكن مؤمناً أبداً بأن هذه المظاهر جزء من الدين، صار مملاً بالنسبة لكثير من أصدقائه، فهو لا يكف عن الكلام عن الدين، وكيف أنهم مضطهدون في وطنهم، بل في العالم، فهم-بالنسبة له- يهود العصر، مبعثرون، يعيشون تيه الحاضر، لا بسبب العولمة، ولا التكنولجيا، وإنما بسبب البعد عن الدين، فبعد أن هُزموا عسكرياً، يحاول الآن البعض أن يصورهم كمهزومين فكرياً، ولكن هذا لن يحدث أبداً، فهو مقتنع تماماً بآرائه، فشعبه هو الشعب الوحيد الذي يستحق حكم العالم، فهم الأطهر، الأنقي، هم الأكثر ذكاءً، هم الأقوي، والأعدل، في حين أن الأخرين مغيبين، بل مضحوك عليهم، حثالة، بل أسواً، فلقد تطاولوا علي جميع المقدسات، المادية قتلتهم، "اللا نهائي الكمي" سيطر علي مخيلاتهم، بل أنه قضي عليها.
ظل هكذا حتي قابل فتاة من الشطر الأخر من العالم، ذلك الجزء الذي تسكنه الحثالة، كانا في معتقل يضم أصحاب الرأي، وكانا معلقيّن جنباً إلي جنب من أقدامهم، فكر كثيراً، وما أكثر الوقت الذي يتسع للتفكير في الماضي، تأمُل أسباب ما هو فيه، التحديق في المستقبل، توصل إلي أن ما هما فيه له سبب واحد، افتراض اليقين، فمن غير المعقول أن يكون كلاهما صحيح، بالرغم من تصور كل منهما أنه الأصح.
مع الوقت بدأ يتأملها، فهذه الحثالة أجمل بكثير من الطاهرات، بنات بلده، معهن يستطيع مقاوة الشهوة، فهن قبيحات علي أي حال، أما هي، فأشبه بإلهة إغريقية، فتاة من حلم جميل، فوجهها وجه ملائكي، جسدها يشبه ذلك الذي يتمناه الكثير من أصدقائه، حتي أنهم كانوا يحرفوا أحلامهم التي ظهرت فيها مثيلاتها ليصوروها علي أنها حقيقة، حرقته الشهوة، وهو المتدين المتيقن، فأطلقوا صراحه .
قابلها بعد عدة أيام، مارسا الجنس، فندم، واكتئب، فمن الطبيعي أن يظل متأثراً لبعض الوقت بأفكاره القديمة، لم يخرج من هذه الحالة إلا بعد أن ضاجعها ثانية، أصبح غير مكترث بما يظنه الناس به، فهم لم يصدقوه حين أقسم لهم بأنه الوحيد الذي لا يمارس العادة السرية، بدأ يدخن السجائر، بعدما بدأ أقرنائه بعقدين، ومن بعدها الحشيشة، التي لم يتركها إلي بعدما عرفته صديقته بالخمور، يشرب البيرة بدلاً من "البيبسي" مع الغداء، ينهي سهرته بزجاجة فودكا او نبيذ، ظل هكذا، حتي شعر بأنه فارغ روحياً، لم يعرف كيف وصل إلي هذه الدرجة من عدم الإكتراث بال"لا نهائي"، كيف أدمن الشهوات؟، هل بسبب الضجر من القوانين التي فرضها الدين عليه-أو التي فرضها هو علي نفسه-؟، ام بسبب تكذيبه من قبل كل من حوله؟، اكتشف انه في الطريق الخاطئ، ولكن الأوان كان قد فات، فلقد أصبح مثلهم جميعاً، مشوه، ضعيف، غير قادر علي المبادرة أو التغيير، فأكلته المنظومة.
it is a very controversial, sad question that whenever I ask myself I become gloomy, I always find a way to forget, but I remember it every now and then, today I asked myself this question, and now I am really sad, we eat, drink, make money, get high, make love, sleep, piss, but we are spiritually empty, that's because we believe, but we don't know, we imagine, but we don't see, we expect what will happen, but we do not know the future.
http://mr-twingo.deviantart.com/
لم يفهمه أحد قط، مع أن الكثيرين ادّعوا انهم فعلوا، نصحوه بخطوات لم يتخذوها لحل مشاكل لا يعرفوها، لم يكترث أحد بما يقول أو يشعر،لا من أبناء قوميته، دينه، عائلته، ولا من أصدقائه، حتي أنهم لم يحاولوا أن يتفهموه، فقط المختلفون عنه حاولوا أن يستمعوا إليه، لا بغرض مساعدته، بل لتصيّد كل ما يمكن أن يُستغَل للإضرار بالمقربين منه، ولكنه لم يهتم بكل هذه التفاصيل السخيفة، فلربما يغيّر النقض شيء ما، ولو لمرة.
مع الوقت اكتشف أن كل هذا العناء لن يوصل إلي أي شيء، فكل من حوله يعتقدون أن النقض هجوم، أن النقاش معركة، أن "الدردشة" ثرثرة لا فائدة منها، فقرر أن يغير كل شيء، يتقن لغة جديدة، يسافر إلي بلدها، يغير عقيدته، ويفقد بعض الوزن، ربما كان عليه أن يغير لونه أيضاً، من المؤكد أن هذا ممكن في ظل التقدم التكنولجي الذي أصاب الجميع بالجنون، ولكن بعد كل هذا، هل سيكون من الممكن محو ذاكرته؟! فكر للحظات.. فأدرك أن هذا مستحيل.
إذاً فهو حين يسافر إلي تلك البلاد سيكون غريباً أيضاً، نعم سيدين بديانتها، يتحدث بلغتها، ويشبه أبنائها، ولكنه سيظل يفكر بطريقة غريبة عنها، كان غريباً في بلده لأنه متفتح أكثر من اللازم نعم، ولكن هذا البلد ترك له خلفية ما، سيظل وطنه منطبعاً في ذهنه إذاً، لن يتغير الكثير، فقط سيزيد القلق لأنه بعيداً عنه، سيظل يفكر بمنطق أبناء بلده ولكن بشكل أكثر تفهماً، سيظل دائماً هكذا، غريباً أينما ذهب، وستظل كلماته كما هي، ثرثرة لا فائدة منها..تماماً كهذه الكلمات
there is a mythological/ metaphysical part in religion that has nothing to do with logic, we just believe in it cuz we were born like that, for the standards or the principles, it is-or almost-the same in any religion, so logical, fair, and necessary, whether Abrahamic or not, they are only different in the way they apply these principles.
I didn't say it is our fault, neither did I say it is the religion's fault, it is just the way it is, you are the adversary and the referee, that's why trying to prove anything is absurd, that's why some questions will be unanswered till infinity, that's why there is a difference between knowledge and belief, believing in something does not make it true, if this concept prevailed, peace between different ideologies and religions will consequently do.