كان عندي امتحان، رجعت منه كلت ونزلت علي عاصمة جهنم، مقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر

الطريق بيقف تقريبا من اول تقاطع الطيران مع مصطفي النحاس، الناس كسرت بوابة المعتقل اللي قدام المسجد، ورحت عالمقر الرئيسي، هناك النشطاء السياسيين كانوا قليلين جداً، معظم المتواجدين كانوا سلفيين، لأنهم اكتر ناس اتنفخت في الجهاز ده

قدرنا ندخل من شارع جانبي، من خلال قطاع الاتصالات في الداخلية المجاور لامن الدولة، كان فيه سلم طويل وفي اخره باب حديد بين القطاعين، شباب وشرطة عسكرية منعونا من الدخول، جيت انزل من عالسلم لانه كان علي والناس بتتدافع بغباوة وسوره قصير، نزلت لقيت شاب طول بعرض بيفتش اللي بينزل وبيمنع اجنبي من الدخول، رحت عليه وقلتله-علي شاب- الواد ده شكله زي عساكر امن الدولة، قاللي لأ احنا مش لاقينهم، بصيتله بصة انا مش فاهمك يا عمو، قاللي انا ظابط في الداخلية تبع قطاع الاتصالات، المهم الناس زاحمت والشرطة العسكرية اتشغلت في حاجة تانية فدخلنا، 3اتوبيسات من بتاعة الجيش مليانة ورق مفروم و سليم، وجت النيابة العامة والناس حيتهم، اخويا ومنجي نزلوا الزنازين اللي تحت الارض، الزنزانة ضيقة جدا، مافيش شباك، وفيه حمام بلدي في الزنزانة وحنفية، بس كده

كان فيه عربية جيب سودا واقفة، واحنا واقفين بنصوّر، حوالي 10 قاعدين عليها وواقفين علي كواتشاتها واكصدامها، حاولت انزلهم "يا جماعة حرام عليكوا الناس بتشوف شغلها واحنا نبوظلهم عربيتهم" الكل نزل ماعدا واد عامل نص دوجلاس كده :
-"مش هاتبوظ"
لأ الكاوتش هايهوّهي -
-انا عاوز اصوّر
-مانا واقف باصوّر عالارض، الثورة مش معناها نبوظ للناس عربيتها
-ماتخفش.. معاهم فلوس كتير
قالها بغل وبصوت فيه حشرجة وحقد ابن وسخة

بعد شوية طلعت صور تعذيب، من بعيد كنت شايفها لعراة، وبدأت اصور الجهاز من قريب، ومخرجة افلام قصيرة بدأت تصوّر في فيلمها التسجيلي، الناس افتكرتها مذيعة والسلفيين اللي لقوا الجهاز بدأوا يحكوا عن بشاعات اللي حصلّهم جوا
ولقيت نفس الشخص بيسأل اللي ماسك الجهاز: اتصنع فين ده يا أخ؟
-المانيا
-الماني؟ المانيا؟ هاه؟ المانيا يا اخ؟ الماني بتقول؟ هاندمـــــــــــــــــرها المانيا(بصوت فيه غضب وعنف مخيف)
بدأت اصرخ فيه:
تدمرها ايه؟ احنا اتفشخنا 18 يوم في التحرير ماشفتش واحد منكوا، جايين تنطوا عالثورة وتشوهوها؟ هي ناقصة ارهاب وخرا؟

بعد شوية جم شباب كده شكلهم مثقفين: يا جماعة المستشار زكريا جه
وواحد بيسخّن الناس بشكل غريب: مش ماشيين مش ماشيين هاتوا جميع المعتقلين
(الحمد لله اخويا ومنجي لما نزلوا الزنازين لقوها فاضية، ممكن اللي بيسخن ده عاوز يطلع واحد ارهابي، امن الدولة ماكنتش بتطارد النشطاء بس)
بدأت انا اتكلم، واقلوهم يا جماعة المستشار زكريا امين عليها
لقيت واحد طلعلي ب"ترنك" وبيتكلم بعصبيا جدا، ومعاه طفلين، مسك ايدي بعصبية وهو بيزعق: عاوزينّا نمشي ليـــــــــــــــه؟
انا باقول نستأمن المستشار زكريا عبد العزيز( كان في زهني انه ممكن ملفات متعلقة بالامن القومي تتسرب)
زكريا ميـــــــــــــــن، مش زكريا "عزمي" ده هو اللي فضل اسبوع يفرم ورق؟
نزّل ايدك-زقيته وكنت علي وشك اضربه لانه كان بينفضني وهو بيتكلم بس سبته عشان عياله-
باقولك زكريا عبد العزيز من تيار استقلال القضاء، مش عارف احداث نادي القضاة؟
لقيت واحد تاني سلفي بيكلمني بعصبية وماسكني من كتفي، زقيته وصرخت في كل اللي حوليّ-حسيت بالخطر لانهم كانوا يعرفوا بعض وانا ماعرفش دول طلعوا من جوة ولا ايه ظروفهم، بالذات ان التعذيب والعنف بيخلق عندهم عنف مضاد، حتي لو كان دخل بريء فهو هايطلع عنيف- اتكلموا بتحضر، ماحدش يمد ايده، وطوا صوتكوا، اللي هايمد ايده هاقطعهاله

اخويا وصحابي شدوني من وصتهم، مشيت من المكان وانا باكلم حد كان هايقابلني في التليفون وباشتم بعصبية، كنت خايف اوي علي مصر، بالذات بعد الحوار ده

اقلية بس لازم بسرعة احزاب بمرجعية دينية مؤمنة بالمدنية عشان الناس ديه تختفي، مع استقلال الازهر، وعالمدي الطويل قضاء عالفقر والجهل، احنا في اكتر مرحلة حساسة في تاريخ مصر الحديث

لو سيبنا الاخوان يشتغلوا سياسة بشكل شرعي هايقضوا عليهم، تقدر تتناقش مع الاخوان بس دول مستحيل، بعد الغضب اللي شفته امبارح انا مش عاوز فترة انتقالية قبل 6 شهور، وشايف انه جهاز امن الدولة يتحل وكل العاملين فيه يتسرحوا، بس ينشأ جهاز جديد لمكافحة الارهاب من المباحث الجنائية والامن القومي

زي مابيقول منجي المرحلة مرحلة حرب افكار، احنا لازم نوعي كل الناس يعني ايه سياسة، لأن التيار السلفي بينط عالثورة بشكل بدأ يقلقني

بقية الصور هاتلاقوها هنا
http://www.facebook.com/album.php?aid=281798&id=604150587



0 comments: