الحلم هو مجموعة الحوارات الكتير اللي في حياتك، والأحلام اللي عندك، واللي بتغير مجري حياتك وحياة اللي حواليك من غير ماتحس، ماتقدرش تفهم حلمك او احلام اللي حواليك غير لما قيمة مكانك في البعد الخامس تتغير من صفر لأي قيمة تانية
ماينفعش تهرب أو تفوق من الحلم، حتي لما تحب تغير نفسك فانت دخلت حلم جديد
يمكن الناس شايفاه غريب-وهو كمان مستغرب نفسه- عشان حلمه أكثر عقلانية من أحلامهم
الجنون فلسفة، أو هو أكبر قيمة ممكن تاخدها في البُعد الخامس، بس الناس مش قادرة تفهم الفلسفة ديه، علشان كده بينفوا المجانين
المشاعر هي هي، ناس كتير وصلتلها، بس الكلام غير قادر علي التعبير، من هنا بتختلف الأساليب
فكرت انتحر، بس بعدين فكست لسببين، أولاً اني لسه ماعشتش الحلم كله، ثانياً اني بعد ماموت ممكن أعيش حلم جديد
الزمن هو أقوي القوي، بيقدر يغير أحلامك مع ان مافيش أي علاقة بينهم
لو ينفع نعمل جهاز يسجل أفكارنا-بالذات واحنا في البُعد الخامس- هايبقي حاجة مفيدة اوي، عشان بنبقي عاوزين نقول حاجات كتير اوي بس مش قادرين لأن اللغة زي ماقت أضعف من انها تعبّر، علشان كده بيفتكروا انك لما تاخد قيمة في البُعد الخامس بتبقي أغبي، بس ده مش صحيح لأن اللغة هي الأغبي علي الاطلاق، بتبقي ساكت بس عشان المعرفة اللي عندك أعظم من اللغة
اوقات بتفوتنا تفاصيل كتير اوي، لو الواحد مشي ووراه كاميرة سينما وصور 32 ساعة من حياته-العادية- هايعمل فيلم سينما هايل
الناس مش بتتغير، حتي لما بتكبر... بيفضلوا عايشين في الحلم، الحلم بيتطور اه، بس بتفضل عايش فيه
فيه ناس شكلها لا يوحي بأنهم عايشين أي حلم، غلابة اوي او مش عارفين حاجة، بس هو ده الحلم في حد ذاته
الزمن مر بسرعة اوي، مش عارف لو كنت "طبيعي" كنت هادرك موضوع الحلم ده ولا لأ، وهل ده كان هايأثر علي حياتي ازاي
كان أول يوم لي في هذا السجن بعد أن انتقلت إليه من أخر، بداية جديدة لحياتي، ككل السجون التي نزلت بها، ككل البدايات التي انتهت قبل حتي أن تبدأ، لم يكن هناك شيء مختلف، لكني كنت أعتقد ذلك، نظرت للأعلي مبتسماً لأختبر ذلك الشعور الذي يدّعيه الممثلون في الأفلام الأجنبية، كانت الشمس ساطعة أكثر من اللازم نعم، لكنها ليست ما جعلني أنزل عيني قليلاً، هي التي فعلت، أعترف بأن أول نظرة لم تكن لعينيها كمحبوباتي السابقات، فصدرها كان ملفتاً حقاً للنظر، كبير ومكتنز، ذو شكل كروي جميل، بصديريتها البنفسجية التي كانت ظاهرة من هذا البعد تحت ملابس السجن البيضاء.. في تلك الشمس القوية، لم يكن جسدها جسد فتاة، بل جسد امرأة، ولكني سرعان ما رفعت عيني لوجهها، كان هناك شيئاً مميزاً فيها، ربما الخليط بين الملامح الزنجية والبشرة الفاتحة، بعينيها الواسعتين وشفتيها الممتلئتين اللتين لا تملك سوي أن تحلم بتذوقهما يوماً ما، بخديها المتوردين، وانفها الأفطس، يقولون أن أول نظرة تعني كل شيء لأنها تعرف كل شيء، للأسف أول نظرة كانت لنهديها، لكنني أحببتها بعدما شبعت من النظر إليهما ورأيت ما في عينيها من عمق .
بدأت هي تقترب مني، ربما أدركت أنني لا أعرف كيف أتودد إلي الفتيات، لم أكن أعرف أبداً، عرفت منها انها سئمت هذا السجن، فقد جاءت إليه حين كانت طفلة، ففي مثل هذا البلد، وفي مثل ذلك السن ينتقل الأطفال لهذا النوع من السجون حيث يتحولون لكائنات مقرفة، مُصطنَعة، لا تعرف شيئاً عن أي شيء، و متناقضة إلي حد بعيد، حاولت ابهاجها بقولي لها بأنه علي الأقل أفضل من سجني القديم، فلا أحد يسخر من الأخر، وهناك فتيات بنفس عدد الفتيان بل واكثر، وهو بالتأكيد لم يقتل روحها، فابتسمت لتجاملني، ولكنني كنت أستطيع أن اري الحزن في عمق عينيها.
لا أعرف لماذا كنت أتجاهلها كلما حاولت التودد إليّ، بالرغم من اني كنت اراها الأجمل والأذكي من بين كل فتيات السجن، قليلات هن من يتمتعن بالجمال والذكاء معاً، بدأت توضّح هذا التودد حتي ان الناس كانت تنظر إليّ وهي تغمغم: ما هذا الاحمق!، ألا يعرف من هي، ألا يري هاتين الشفتين وهذين النهدين؟!.
غضبتُ كثيراً من زميلنا في الحبس الذي نصحني بالابتعاد عنها لأن سمعتها ليست بالجيدة، لم أصدقه، فقط فهمت انه أحدهم، فقد كنا محاطين بمجموعة من ضيقي الأفق، كان العالم بالنسبة لهم فتاة جميلة تُضاجَع، الذهاب إلي السينما لمشاهدة فيلم لا يحمل أي معني، ملابس جديدة، سيارة، ونغمة مسخ تشبه الفن ولا تقول أي شيء، ذكرتني بنفسي كثيراً حين جاوبت مأمور السجن بشيء من الذكاء وبدأ الجميع يسخر منها، ففي مثل هذا البلد يجب أن تخبئ ذكاءك إن أردت أن تكون محبوباً، وكلانا لم يكن يفعل .
تركنا السجن وتفرقنا علي سجون أخري، ففي النهاية يجب أن نُخلي مكاناً لجيل جديد من الأطفال الذين لا يستطيع ذووهم الإنتظار أكثر لتشويههم، فلا يصح أن يظلوا سُلامً حتي ذلك السن، قابلت أحد زملائنا القدامي، تحدثنا عن أخر صيحات التعذيب في سجنينا، استرجعنا ذكريات سجننا الجميل، هناك كنا نُعذَب، نعم، ولكن في وقت الزيارة فقط، أما بقية الأوقات فكانت مليئة بالمرح، كان السجن الوحيد الذي أينما مشيت فيه سمعت ضحكات، رأيت نظرات مختلسة، تستطيع أن تشتم الفرح في أرجاء المكان، أتي علي ذكرها قائلاً انها كانت جيدة في الفراش، فهو يعرف هذا تماماً، ككل المساجين، كنتُ أتوقع انها مارست الجنس، لكن ليس مع أي احد، ليس معه هو بالذات، فلقد كان بالكاد يعرفها.
لا أعرف لمَ لم أفكر فيها كعاهرة قط، حتي حين سمعت ما قاله، بالرغم من ندرة حديثنا ولكنني كنت أعرف عنها الكثير، ربما كانت تريد لفت الانتباه لكل ما عانته في حياتها، ولكن زملائنا في السجن لم يكترثوا، احتاجوا فقط لسد احتياجاتهم الحيوانية، فاقتربوا منها، لكن ليس كما فعلت أنا، من المؤكد ضاجعوها دون تقبيلها أو ضمها حتي، كلهم اقتربوا منها، ولكن.. لم يعرفها غيري ..فأنا لم أقترب منها قط
ببساطة دي مش حرية ده وهم للحرية او حرية واهمة
الحرية مش مجرد اني اختار شئ و خلاص الحرية هي اني ابي فعلا مقتنع بقراري مش بيتهيألي اني مقتنع بقراري و اني لو قررت ارجع عن قراري ده مش هالقي المجتمع و الناس و اهلي و اصحابي كلهم اتقلبوا عليا
لو انا فعلا حر يبقي لازم عندي نفس القدرة علي العدول عن الشئ مساوية لنفس قدرتي في البقاء علي الشئ ده لاني حر
الحرية هي اني يبقي في اختيار قدامي و اني ابقي قادر اختار صح و افكر تفكير سليم عشان اعرف اختار غير كده متكونش حرية
الواحد و هو صغير مكانش حر و مكانش ينفع يبقي حر لاني لو كنت خيرت بين اني اكل حلويات طول النهار و بين اني اكل فعلا كنت هاختار الاول لاني معنديش القدرة علي اني اميز او اني اختار و في الحالة دي انا مش حر فعلا و دي مش حرية دي غباء
المجتمع بيفرض علي البعض حاجات و بيتاهيلئهم و هما بيعملوها انهم احرار في اختيارهم بس هما في الحقيقة لا
لانهم مكانش قدامهم خيارات كافية و مكانش عندهم تعقل كافي يخليهم يختاروا صح
و لانه ببساطة لو قرر انو يغير رأيه مش هيلاقي الي حواليه راضين بكده
دي مش حرية