مش هاتكلم عن رؤيتي لتفجير القديسين والاحداث اللي بعد كده، الموضوع كله يلخبط، ولحد دلوقتي مش قادر افهم ايه اللي حصل، انا عاوز اتكلم عن قداس ليلة الميلاد في كنيسة العدرا بروض الفرج.
بقالي كتير مانزلتش اي حاجة، من يوم مظاهرة خالد سعيد في الاسكندرية، بس احساس الألم، اسبوع كامل من قلة الراحة في النوم، والبكا، الدموع اللي مانزلتش علي قرايبي اللي مات كتير منهم في ال3 سنين اللي فاتت، مش لانهم مش غاليين عليّ مثلاً، كنت حاسس ان مصر ماتت، مش 21 شهيد، كنت حاسس ان بلد كاملة، ذكريات، وتاريخ مُشرّف، بطولات، شعرا، كتّاب، ومعارك تنوير قريت عنها، موقع مصر وموضعها، كل ده كنت حاسس ان بعديه هاقول: يا خسارة
برغم ان عندي امتحانات كل يوم من الحد للاربع، بس كنت حاسس اني لازم انزل، مش هاقول عشان مصر، ولا هاقول الوحدة الوطنية، كل ده كلام نظري، يعني انا لوحدي لما انزل اقضي العيد في كنيسة في شبرا، ده هايفرق مع مصر في ايه؟ انا نزلت عشان حسيت بجو سلبي، حسيت بألم ماحستوش قبل كده في كتابات واصوات صحابي، وفعلا الألم والخوف ده طلع كان موجود
(http://www.facebook.com/notes/bebo-maged/alywm-ln-akhaf/494053494500)
مش هاقول اني حاسس باحساس المسيحيين في مصر، لأ، انا عمري ماكنت خايف وانا رايح صلاة الجمعة، عمر ماحد شاف معايا مصحف وبصلي بصة مش كويسة، بس حاولت اتخيّل الشعور، في الطريق لوسط البلد ركبت اوتوبيس، اول ماركبت سمعت قرآن، القرآن كان صوته مشوش، السماعات اللي في الميني بص تتجاوز ال12، بولا كلمني عشان يشوف انا فين، قلت للسواق يوطي الصوت، فضل موطيه معظم الطريق، بعد شوية عدّي تاكسي، كان مشغّل القرآن بدرجة صوت أزعجت حتي السواق بتاع العربية اللي انا راكبها، بعدها آذن المغرب، ده كله في اقل من خمس دقايق، الآذان كان من الزاوية اللي في تقاطع عباس العقاد مع مصطفي النحاس، انا ساكن في المنطقة ديه من اول مارجع اهلي لمصر، يعني من حوالي 15 سنة، الزاوية ديه المؤذّن بتاعها بيجاهد في المايك، مع ان صوته وحش جداًن والزاوية صغيرة جداً، بس الصوت مسموع في دايرة واسعة اوي.
وصلت الدمرداش، نزلت لان الطريق كان واقف، خدت المترو، في المترو برضو كان فيه حد مشغّل قرآن علي موبايله، افتكرت قبل اليوم ده بسنة، كنت برضو راكب المترو، سمعت في الاذاعة بتاعة المترو اعلان بيدعو لعدم استخدام الموبايل او اي وسيلة تانية لانه يشغّل اغاني بوت عالي او اي مواد دينية، الاعلان بعد ماخلص شغلّوا قرآن بصوت عالي.. واجبار الانسان علي الاستماع للقرآن شيء مردود عليه علي اي حال، ماكنتش مركّز اوي، كنت باردد اغنية "وتعيشي يا ضحكة مصر"
نزلت محطة روض الفرج، رحت قهوة استني، قابلت بولا ونادين، بولا قاللي، ان صعب مسلمين يدخلو لان ديه تعليمات الامن وبعدين جه هاني جورج وعزة مُغازي، وبعد شوية قابلنا ماريان ونوارة نجم، اتجهنا للكنيسة، بولا قاللي انه خايف واحنا عالقهوة، حاولت الطف الجو، او بمعني اصح انقل الاهتمام لأسئلتي السخيفة، من نوع: الفاتحة عندكوا اسمها ايه، عشان لو منعوني من الدخول؟
وصلنا، بولا كلّم والده، الكاتب ماجد الراهب، قدرنا ندخل بعد ما كشافة الكنيسة اللي كانوا واقفين عالابواب شافوا بولا ووالده قالهم
يدخلونا، جوا قابلت سماح، اتلخبطت اوي لما سماح
(http://www.facebook.com/notes/princess-samah-saad/aldhyn-ahbwa-jda/10150122798910295?ref=notif¬if_t=note_tag) قالتلي شكرا انك جيت القداس قدام اهلها، حسيت اننا اتنين مش واحد،
حسيت ان بعض افراد الكشافة ماكنش مطمن لينا، من النظرات، خدوا بطايقنا، والتعامل كان فيه شوية شك، لحد مالأستاذ ماجد جه وقف معانا تاني، لفت نظري التديّن المصري، الشكلي احيانا، زي لما طلب احد افراد الكشافة من كمال-صديق نادين- انه يرمي اللبانة
طلعنا الدور اللي فوق، واحنا طالعين بولا اتكلم مع "ابونا"-اسف مش عارف ترتيبه الكهنوتي- سأله عن نوارة أحمد فؤاد نجم، وكانت الاجابة ان الامن رفض يدخلها علشان محجبة، كان واضح عليه لما سمع ده انه اتضايق
لما دخلنا لقينا الصف الاول فاضي مع ان الناس واقفة فوق بعض، وبدأ أحد الكهنة في عظته، اللي لفت نظري ان العظة وقصة ذكريا والمسيح ويحي والعذراء، الاختلافات بينها وبين الاسلام تتلخص في نقطة اللاهوت والناسوت، وتجتمع في كم المعجزات، في اجلالهم جميعاً بالرغم من ان بعض الاسماء مختلفة-يحي ويوحنا المعمدان- انا كنت مركّز اوي في القصة، مع اني كنت حاسس ان فيه جو غريب ونظرات ليّ من كل اتجاه، وشي كان محمّر جداً، بالذات كل مابقي انا وحوالي 4 غيري اللي في المكان كله مش بنرسم الصليب وقت ذكر المسيح، بعده طلع كاهن تاني، فهمت انه اقل في الترتيب مع انه اكبر في السن بحوالي 20 سنة عالاقل، قال ان الله دايماً بيقلب المشكلة او الكارثة لنعمة، زي الاطفال اللي استشهدوا في مذبحة بيت لحم، وزي شهداء الاسكندرية، البلد فيها روح حلوة اوي، فيه ناس عمرها ماعترفت، وبقالها كتير ماجتش الكنيسة، طول عمرنا بيجي السيد النائب والسيد عضو المجلس المحلي وبعض ممثلي الاحزاب السياسية، وأحضان وقبلات أصبحت روتينية، ونحن لا نشكك في حبهم، لكن اول مرة أري سيدة مسلمة تحمل صليباً مع المصحف-هنا وقفت ست سبعينية، الحاجة فاطمة- القاعة كلها بدأت في التصفيق، حسيت بمشاعر الريبة والشك بتختفي، كأنها مياه بتتسحب، هنا ماقدرتش احبس دموعي، بكيت، بكيت من التأثر، كل دمعة حسيت انها بتمسح دموع الألم اللي منعتني انام او اذاكر بالشكل المطلوب في اسبوع كامل كان المفروض انه مخصص للمراجعة قبل الامتحانات، وبعدها قال أسامينا(ماريان قالتهالهم، في اللحظة ديه اكتشفت ان الصف الاول كان متفضي لينا زي كبار الزوار)، وحضر أيضاً احمد عزت القمحاوي ونادين أبو شادي وعزة مُغازي وكمال وماريان ناجي، وشكل ماريان كده مسيحية(مش عارف ليه الناس طول اليوم فاكرة ماريان مسلمة، بالرغم من اسمها الا انه ماكنش متأكد، واتفتشت عالباب، وواحنا خارجين قالولها شكراً علي زيارتك) بدأ حد من الكنيسة يصورنا، والناس صقفت لينا، بس انا ماكنتش حاسس بذرة غرور، او احساس كاذب بالبطولة، انا كنت حاسس بروح مصر اللي سمعت عنها بس عمري ماحسيتها، حسيت ان التصقيف لمصر كلها، الروح ديه حسيتها لما عرفت ان بعض اصدقائي اللي عمرهم مانزلوا مظاهرة، او حضروا قداس العيد مع اصدقائهم، عرفت انهم حضروا، زي احمد عامر مثلاً.
هاني عادة مابيروحش الكنيسة بس راح عشان يدخلنا ويبقي معانا، هو كمان كان عنده امتحانات، الروح اللي كانت هناك ماحستهاش قبل كده مع اني بانزل مظاهرات من 10 سنين، من يوم مادخل شارون الحرم الابراهيمي، انا دلوقتي عندي عشرين سنة، انا حسيت باحساس ماعتقدش حد حسه من وقت اخر حرب دخلناها، حسيت كأني في خطاب لعبد الناصر-سيبك من اختلافي مع عبد الناصر- مش في عظة في مكان عبادة لدين انا مش مؤمن بكل اللي فيه(اختلافات اللاهوت)، يعني اعتقد ان عادة لما حد بيبقي في دار عبادة لديانة غير ديانته بيبقي في احساس تاني غير اللي انا حسيته.. كل ابتسامة، كل سلام، والراجل اللي صعبت عليه عشان كنا مزنوقين وواقفين طول الصلاة وقاللي ارتاح مش لازم تقف، والكلام اللي قاله القس عن مصر وعن الجو اللي موجود بعد العملية الارهابية، والحاجة فاطمة اللي كانت عجوزة اوي وفضلت واقفة لوقت طويل من الصلاة.
الايقونات فن جميل جداً، فكرت في اد ايه حد ممكن يبقي مؤمن بحاجة، ومايتعبش من رسم قضيته، الايقونات كلها مخالفة لرؤية ديني عن حاجات كتير، بس لما تبصلها هاتحس بسلام.. فكرت في المصريين، اد ايه شعب متدين، رسومات معابد الالهة المختلفة، من وقت الفراعنة، والكنايسة، وبعد الاسلام الخط العربي، حاجة مرهقة وخطيرة انك تقف علي سلم لحد قبة المسجد او الكنيسة عشان تكتب اسماء الله الحسني وايات قرآنية، او ترسم المسيح في ايقونة، وانك مع الخطورة والتعب ده تقدر تطلع حاجة جميلة كده
طلعنا برة بعد مالصلاة خلصت،بولا وماريان كانوا عاوزين يطلعوا عشان الزحمة، بس المسلمين مننا كنا عاوزين نكمل الصلاة للاخر، الطقوس كانت مبهرة بالنسبة ليّ، حاجات كتير من اللي اتقالت عن المسيح والخير والشر كنت مختلف معاها بحكم ديني، بس كنت متفّهمها، مش بس كده، انا كنت منبهر، من طقوس مصرية في اقدم كنيسة في العالم، الكنيسة القبطية، ماكنتش فاهم اللغة القبطية، بس كنت حاسس بسلام وطمأنينة، وروح ايجابية في المكان زي اللي باحسها في المسجد، كلنا بنعبد خالق الكون، صحيح مختلفين في نظرتنا ليه، بس متفقين علي قيّم الحب والخير والجمال والاخاء، كلنا ولاد ادم وحواء زي ماقال الكاهن
لما طلعنا اكتشفت ان هاني كان في كنيسة غير كنيسته، سألته، فقاللي انا كنيستي عند جامع تاني، في إشارة لعمارة اتحولت لمسجد، مأذنة متخللة كل بلكونات العمارة ال4 ادوار، ومكرفون موجه للكنيسة، زي ماقال هاني (اكيد شايف انه بيهدي الكفار اللي جوا)، انا ابتسمت لهاني وقتها، بس تخيّلت الألم، تخيّل ان كل مكان عبادة لدينك حد يجي يبني جنبه مكان عبادة لدينه ويقولك الوحدة الوطنية
انا دلوقتي حاسس بروح ايجابية، اتطمنت علي مصر، مابقتش ارد بعصبية عالناس، رديت من غير ما انفعل علي حد معلّق عند ماريان علي الستاتوس بتاعتها عن اليوم، لما قاللها بعتي مسيحك وكنيستك بكام
وعاوز كل واحد بيستفز اخوه في الوطن انه يفكر كويس اوي، قبل مايحوّل عمارته لمسجد قدام كنيسة قديمة جداً، قبل مايجبر اللي راكب معاه انه يسمع تعاليم دينه، انا جربت الشعور مرة واحدة لما ركبت مع سواق تاكسي مسيحي وكان مشغّل شريط عن المسيحية، وقتها سكتت، كنت مكسوف اقوله زي مابقول للمسلمين اللي بيعملوا كده، وفهمت شعور كل مسيحي حد بيستفزه في الشارع والشغل وقدام الكنيسة، الارهاب بيستغل الطائفية عشان يولعّها، الهدف مش 21 شهيد وفوق ال90 جريح، الهدف اشعال الفتنة، اللي جدورها انا وانت والشيخ والقسيس والاعلامي والظابط والمدرس، كلنا بنزرعها
http://www.facebook.com/?sk=messages&ref=mb#!/pages/mana-dd-altjart-baldyn/187034484642393
عشان شهداء مصر، عشان تعيش مصر، مش هانستسلم للإرهاب وهانحضر قداس عيد الميلاد يوم 6 يناير في اقرب كنيسة، انا هاحضر القداس في كنيسة العدرا في شبرا